مراجعة ومناقشة لما سبق من أبواب الطهارة حفظ
الشيخ : والسّبعة فمن المراد بهم؟
الطالب : أحمد والبخاري ومسلم والنّسائي والتّرمذي وأبو داود وابن ماجه.
الشيخ : طيب أحسنت، وإذا قال خمسة كمال؟
الطالب : الأريعة وأحمد.
الشيخ : نعم، الأربعة؟
الطالب : أبو داود والنّسائي والتّرمذي ..
الشيخ : أبو داود والنّسائي والتّرمذي وابن ماجه، الثلاثة؟
الطالب : أبو داود والتّرمذي والنّسائي.
الشيخ : نعم، اثنان؟ آدم؟
الطالب : نعم، البخاري ومسلم.
الشيخ : البخاري ومسلم أيه، طيب واحد؟!
الطالب : ...
الشيخ : كيف؟ إذا قال رواه البخاري، رواه مسلم هذا واحد، الواحد لا بدّ يعيّنه، طيب المؤلف رحمه الله كغيره من المصنّفين بدأ بالطّهارة فلماذا يا عبيد الله؟
الطالب : الطهارة؟
الشيخ : نعم.
الطالب : لأنّها تصّح بها الصّلاة، وهي من باب التّخلية والتّخلية مقدّمة على التّحلية ...
الشيخ : ...
الطالب : كيف؟
الشيخ : هذان سببان، السّبب الأوّل أنّها من شروط الصّلاة، والصّلاة آكد أركان الإسلام بعد الشّهادتين هذه واحدة.
الطالب : ...
الشيخ : ثانيًا أنّه من باب التّخلية، يعني التّخلّي عن الأقذار والنّجاسات وما أشبه ذلك وهي سابقة على؟ التّحليّ نعم.
الطالب : اتّباع علماء السّلف.
الشيخ : طيب، علماء السّلف لماذا؟
الطالب : ...
الشيخ : الإشارة إلى أهميّة طهارة الباطن يعني كأنّ الإنسان ينبغي له أيضا كما يطهّر ظاهره أن يطهّر باطنه، إذا قال قائل هي من شروط الصّلاة طيب لماذا لم يبدأوا بالوقت لأنّ المحافظة على الوقت أوكد من المحافظة على الطّهارة ولهذا إذا خاف الإنسان فوات الوقت صلّى ولو بغير طهارة.
الطالب : ... الحالات العاديّة لا تؤدّى إلاّ بالطّهارة.
الشيخ : لا، أقولها لكم، لكثرة الكلام فيها، الطّهارة تقريبا ربع العبادات نتكلّم عليها كثيرا، لكثرة الكلام فيها قدّموها على بقيّة شروط الصّلاة لأنّ فيها الغسل والوضوء ونواقضهما وموجبات الغسل والحيض وباب النّجاسة يعني أشياء كثيرة فلهذا بدأوا به وإلاّ هناك شروط من شروط الصّلاة أوكد منها.
طيب ما سبب قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في البحر ( هو الطّهور ماؤه الحلّ ميتته ) سببه؟ أي نعم أنت.
الطالب : سأل رجل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه يركب البحر.
الشيخ : إيش؟
الطالب : جاء رجل إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه يركب البحر.
الشيخ : جاء رجل؟
الطالب : إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ممّن يركب البحر.
الشيخ : ...
الطالب : صلّى الله عليه وسلّم.
الشيخ : أي بيّن لك أجر.
الطالب : ممّن يركب البحر.
الشيخ : ولهذا أنا أخترت أن أقول صلّى الله عليه وعلى آله علشان ما تجي صلّى الله عليه وسلّم -بسرعة- أي نعم طيب.
الطالب : ...
الشيخ : والله أنت كرجل من النّاس قلت له لا تحلف بالنّبيّ، الحلف بالنّبيّ شرك قال والنّبيّ ما أحلف بالنّبي!
الطالب : ههههه.
الشيخ : لا يا شيخ أعد أعد.
الطالب : سأل الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.
الشيخ : نعم، أي عوّد لسانك.
الطالب : ...
الشيخ : أي يعني سببه أنّ رجلًا سأل النّبيّ أو قوما سألوا الرّسول وهو يركبون البحر هل يتوضّؤون بمائه فقال: ( هو الطّهور ماؤه الحلّ ميتته ) ولازم هذا إذا كان الطّهور ماؤه؟
الطالب : أن يتوضّؤوا به.
الشيخ : أن يتوضّؤوا به تمام، طيب لماذا زاد ( الحلّ ميتته )؟ أيوب.
الطالب : ...
الشيخ : جواب الحكيم؟
الطالب : الجواب الحكيم هو أن يأتي بجواب ... لحاجة النّاس إليه.
الشيخ : إذن زاد هذا لأنّهم قد يحتاجون إليه أو لأنّهم لمّا أشكل عليهم الوضوء بالماء قد يشكل عليهم أكل ... طيب هل في هذا الحديث في قوله: ( الحلّ ميتته ) ما يؤيّده من القرآن؟ نعم.
الطالب : ...
الشيخ : نعم له ما يؤيّده وهو قوله تعالى: (( أحل لكم صيد البحر وطعامه )) لأنّ ابن عبّاس فسّر الطّعام؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم بما أخذ ميّتًا نعم، سقطت سمكة في ماء فأنتن وتغيّر؟
الطالب : طهور.
الشيخ : طهور؟
الطالب : نعم.
الشيخ : ليش؟
الطالب : لأنّ ميتته طاهرة.
الشيخ : أحسنت، والماء إذا تغيّر بطاهر فهو طهور، بارك الله فيك، فيه حديثان ( إنّ الماء طهور لا ينجّسه شيء ) وحديث ابن عمر ( إذا بلغ الماء قلّتين لم يحمل الخبث ) فهل بين الحديثين تعارضًا؟
الطالب : ...
الشيخ : بينهما تعارض، كيف الجمع؟
الطالب : حديث ابن عمر ضعيف.
الشيخ : ضعيف، إذن نرجّح حديث أبي سعيد، لأنّ هذا ضعيف وذاك أصحّ منه، طيب هذا واحد، جمع آخر؟
الطالب : حديث عبد الله بن عمر ( إذا بلغ الماء قلّتين لم يحمل الخبث ) مخصوص بالإجماع.
الشيخ : يعني دلالته على نجاسة القليل دلالة؟
الطالب : مفهوم.
الشيخ : دلالة مفهوم، ودلالة حديث أبي سعيد؟
الطالب : منطوق.
الشيخ : منطوق، ودلالة المنطوق مقدّمة على دلالة المفهوم، طيب وهل الحديثان على إطلاقهما؟ حديث أبي سعيد وحديث.
الطالب : لا ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : حديث أبي سعيد ...
الشيخ : كيف؟
الطالب : ... إذا تغيّر بنجس.
الشيخ : يعني يستثنى منه ما تغيّر بنجس فإنّه نجس بالإجماع وأيضا برواية البيهقي، طيب حديث ابن عمر؟
الطالب : وكذلك حديث ابن عمر ( إذا بلغ الماء قلّتين لم يحمل الخبث ) ...
الشيخ : طيب، إذا زاد أو إذا بلغ قلّتين وتغيّر بالنّجاسة فهو نجس حامل للخبث بالإجماع، تمام، الحقيقة أنّ الإنسان إذا تأمّل الحديثين ترجّح عنده ما سبق أن رجّحناه وهو أنّ الماء لا ينجس إلاّ بالتّغيّر قليلًا كان أو كثيرًا، طيب مرّ علينا لا يغتسل الرّجل بفضل المرأة ولا المرأة بفضل الرّجل، نعم قل يا أخي، هل هذا على سبيل التّحريم أو على سبيل الإرشاد؟
الطالب : ...
الشيخ : ما حضرت؟ أي طيّب من لم يحضر فهو معذور، إبراهيم؟
الطالب : على سبيل الإرشاد.
الشيخ : على سبيب الإرشاد، الدّليل؟
الطالب : أنّه ثبت عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه اغتسل بفضل ميمونة رضي الله عنها.
الشيخ : نعم، إذن ما الحكمة؟
الطالب : الإرشاد إلى ما هو أفضل.
الشيخ : وهو؟
الطالب : وهو أن يغتسل الرّجل والمرأة في إناء واحد.
الشيخ : طيب، الحكمة من ذلك قوله: ( وليغترفا جميعًا ) إشارة إلى أنّ هذا هو الأفضل والأولى لما في ذلك من الائتلاف والمحبّة وزوال الكلفة بين الزّوجين، سلك بعض العلماء في هذا الحديث مسلكًا غريبًا؟ سامح؟
الطالب : قولهم لا يتوضّأ الرّجل بفضل المرأة.
الشيخ : نعم.
الطالب : لكن يجوز للمرأة أن تتوضّأ بفضل الرّجل.
الشيخ : قولهم أنّ الرّجل لا يتوضّأ بفضل المرأة والمرأة تتوضّأ بفضل الرّجل، ما وجه الغرابة؟
الطالب : ...
الشيخ : أي نعم أنّ الحديث واحد والنّهي واحد، ثمّ شيء آخر أيضًا؟
الطالب : ثمّ قالوا إنّ الرّجل إذا لم يجد إلاّ هذا الماء ..
الشيخ : لا لا، في نفس الحديث.
الطالب : نعم، ثبت أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم توضّأ بفضل ميمونة وقال ( إنّ الماء لا يجنب ) ...
الشيخ : نعم طيب، ثبت أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم اغتسل بفضل ميمونة وهذا تطهّر الرّجل بفضل طهور المرأة وهذا هو المنهيّ عندهم ولو توضّأت المرأة بفضل الرّجل فليس منهيّا عنه مع أنّه لم يرد في السّنّة أنّ امرأة توضّأت أو تطهّرت بفضل الرّجل، تمام، من هنا نأخذ أنّه مهما بلغ الإنسان من العلم فهو عرضة لأيش؟ للخطأ مهما بلغ.