باب الآنية حفظ
الشيخ : نبدأ الآن .
بسم الله الرّحمن الرّحيم .
قال المؤلّف: " باب الآنية ".
الآنية جمع إناء، والإناء هو الوعاء والعلماء رحمهم الله ذكروا الآنية هنا في باب الطّهارة دون أن يذكروها في باب الأطعمة مع أنّ الأطعمة إنّما تقدّم في الأواني، والأشربة تقدّم في الأواني، لكن ينبغي أن يذكر الشّيء عند أوّل مناسبة له، وأوّل مناسبة للأواني هو باب المياه لأنّ الماء كما تعلمون جوهر سيّال لا يمكن الإحاطة به إلاّ بإناء، فلذلك ذكروا باب الآنية بعد ذكر باب الطّهارة، هذا هو السّبب وإلاّ فلها صلة قويّة بباب الأطعمة وباب الأشربة، والأصل في الأواني الأصل الحلّ، أيُّ إناء تشرب به أيُّ إناء تأكل فيه فالأصل فيه الحلّ إلاّ ما كان ضارًّا فإنّه حرام، أو إن شئت فقل إلاّ ما دلّ الدّليل على تحريمه وهذا أعمّ، إلاّ ما دلّ الدّليل على تحريمه وهذا أعمّ، إلاّ ما دلّ الدّليل على تحريمه فإنه حرام وإلاّ فالأصل الحلّ، ولهذا فلو أنّ إنسانًا شرب في إناء من خزف وقال له قائل هذا حرام ماذا نقول؟ نقول: هات الدّليل، فإذا قال هو أين الدّليل على أنّ الشّرب في الخزف حلال؟ قلنا عدم الدّليل، عدم الدّليل على التّحريم هو الدّليل، طيب أكل أو شرب في إناء من الماس، الماس غال جدًّا أكل فيه، فقال له قائل: هذا حرام ماذا نقول؟ نقول: هذا حلال، الأصل الحلّ إلاّ ما قام عليه الدّليل، ممّا قام عليه الدّليل أن يأكل الإنسان بجزء من الآدميّ مثل أن يجد قمّة رأس لآدميّ فيستعملها إناء فهذا حرام لأنّ الآدميّ إيش هو؟ محترم وإن كان طاهرًا لكنّه محترم فلا يجوز اتّخاذ عضو من الآدميّ آنية لاحترامه، ومن ذلك أيضًا أواني الذّهب والفضّة، أواني الذّهب والفضّة يحرم استعمالها في الأكل والشّرب.