فوائد حديث ( قلت : يا رسول الله ، إنا بأرض قوم أهل كتاب ...). حفظ
الشيخ : من فوائد هذا الحديث: جواز مساكنة أهل الكتاب لقوله: " إنّا بأرض قوم أهل كتاب " ولكن هل هذا على إطلاقه؟ الجواب: لا، لأنّه قد دلّت النّصوص على وجوب الهجرة على من لا يستطيع إظهار دينه، وظاهر الحديث أنّ أبا ثعلبة رضي الله عنه يستطيع أن يظهر دينه ويتميّز المسلمون على الكافرين، لكن لو لم يتميّزوا ولم يظهر دينه حرم عليه كما قال تعالى: (( إنّ الذين توفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنّا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تك أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنّم وساءت مصيرًا * إلاّ المستضعفين ))، طيب إذن نقول في هذا الحديث دليل على جواز مساكنة أهل الكتاب في أرضهم لكنّه إيش؟ مشروط بأن يكون قادرًا على إقامة دينه وإلاّ وجبت عليه الهجرة.
ومن فوائد هذا الحديث: حرص الصّحابة رضي الله عنهم عن السّؤال وقوّة ورعهم حتى إنّهم سألوا عن هذه المسألة الخفيفة، وهكذا ينبغي للإنسان أن يسأل عن كلّ ما يشكل عليه وأمّا كونه يسكن فيقول إن كان حرامًا فالله غفور رحيم أو يتلو هذه الآية فيقول: (( لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم )) هذا حرام لا يجوز.
نعم ومن فوائد هذا الحديث: أنّه لا يجوز استعمال أواني الكفّار إلاّ بالشّرطين، ولو أخذنا بظاهر الحديث لقال قائل إنّه لو دعوت فلا تأكل في آنيتهم، ولكنّ هذا الظّاهر غير مراد بلا شكّ لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أكل في آنيتهم فقد دعاه غلام يهوديّ إلى خبز شعير وإهالة سنخة وأكل، فيكون المعنى أفنأكل في آنيتهم إذا استعرناها منهم لا إذا دعونا إلى الأكل فأكلنا.
ومن فوائد هذا الحديث: حرص النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام على مباعدة المسلم لغير المسلم يعني نهى أن نأكل في آنيتهم إلاّ إذا لم نجد غيرها، وأيضًا نغسلها خوفًا من أن نتلاصق بهم ونتعاور الأواني يأتون إلينا يستعيرون ونأخذ منهم، لأنّه كلّما أبعد الإنسان عنهم فهو خير له بلا شكّ، طيب هذان القيدان يوجبان للإنسان أن لا يستعمل الأواني، لأنّه قلّ من لا يجد إناء يعني صاحب بيت يمكن أن لا يكون عنده أواني؟ هذا قليل جدًّا أو نادر ثمّ إذا لم يكن عندهم شيئًا واستعار من أهل الكتاب ولو كان يرى أثر الماء غسلًا فيها نقول لا تأكل فيها حتى تغسلها ولو كان الماء فيها الآن، يعني مغسولة الآن فلا تأكل حتى تغسلها إذن هذا فيه نوع تضييق على استعمال أواني الكفّار، طيب إذا كان عندي إناء لكن لا تليق بالضّيوف الذين نزلوا عليّ يعني أواني مثلًا قديمة، أواني صغيرة، أواني متكسّرة وعند رجل كافر أواني تليق بهم، هل في هذه الحالة يجوز أن نأخذ أوانيهم؟ على ظاهر الحديث؟
الطالب : لا يجوز.
الشيخ : نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : لا لا، عندي أواني، لكن الأواني في بيتي تكفيني لكن هؤلاء الضّيوف أناس كبار يحتاجون إلى أواني فخمة وأنا ليس عندي فهل أقول بما أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمر بإكرام الضّيف يكون هنا موجبًا لاستعارة الأواني الفخمة من هؤلاء لإكرام الضّيف؟ أو نقول: اتّقوا الله ما استطعتم، وما دام الرّسول عليه الصّلاة والسّلام يقول لا تأكلوا فيها إلاّ أن لا تجدوا فأنا واجد الآن أقدم للضيف وأقول: يا إخواني اعذروني ليس عندي غير هذه الأواني؟ الظاهر أنّه إذا خلص بمعذرة عن الضّيف في مثل هذا يعتبر واجدًا غيرها، أمّا إذا لم يمكن فلكلّ مقام مقال.
ومن فوائد هذا الحديث أنّنا إذا رأينا ما عليه النّاس اليوم من مخالطة الكفّار والأكل في أوانيهم وإعطاء الأواني لهم وجلب المودّة منهم نأسف أسفًا كثيرًا، ولهذا نجد هؤلاء الذين يخالطونهم هذه المخالطة التّامّة ربّما يحبّون الواحد منهم أكثر ممّا يحبّون المسلم وهذه خطيرة جدًّا، ولذلك يجب أن نباينهم وأن نبتعد عنهم وأن نعطيهم حقّهم الذي لهم، نعطيهم حقّهم، إذا كانوا جيرانًا لنا نعطيهم حقّ الجيرة، إذا كانوا أقارب نعطيهم حقّ القرابة، إذا كانوا محتاجين نساعدهم، إذا كانوا لا يقاتلوننا في الدّين ولا يخرجوننا من بيوتنا.
مناسبة الحديث لباب الآنية؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم، واضحة أنّ آنية الكفّار وإن كان الأصل فيها أنّها حلال لكن لما كانت لهم صارت حرامًا إلاّ إن لم نجد غيرها فإنّنا نغسلها ونأكل فيها، طيب ما رأيكم فيما لو كانوا يؤجّرون الأواني؟ يعني ليست بعاريّة حتى لا تكون لهم منّة علينا لكن يؤجّرونها، إنسان مثلًا صاحب متجر كبير من جاءه يستأجر منه أعطاه، هل يدخل في الحديث؟ أو نقول في هذا الحديث لا منة وكفى طردًا عن مخالطته الأجرة التي يطلبها؟ أنا في هذا أتوقّف، عندي في هذا توقّف لأنّك إذا نظرت إلى أنّه لا منّة له علينا وأنّ الأجرة التي ستسلّمها قد تكون مانعا من الاستعمال أوانيهم نعم نقول هنا لا بأس أن تستأجر منهم، طيب إذا قال قائل: لو أعاروك سيّارة ما هي أواني، هل نقول لا تقبل إلاّ إن لم تجد غيرها؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟ الظاهر لا، إلاّ إذا علمنا أنّهم سيمنّون علينك أو يستذلّوننا بذلك فلا يجوز أن نقبل، فإذا كان نعرف أنّهم سيمنّون علينا ويستذلّوننا لذلك فلا نقبل، لأنّنا نحن أعزّاء بإيش؟ بديننا فلا نقبل الدّنيّة ونحن والحمد لله قادرون على أن لا يلحقنا منهم منّة. وعن عمران بن حصين رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه سلّم ..
الطالب : انتهى الوقت.
الشيخ : انتهى الوقت؟
ومن فوائد هذا الحديث: حرص الصّحابة رضي الله عنهم عن السّؤال وقوّة ورعهم حتى إنّهم سألوا عن هذه المسألة الخفيفة، وهكذا ينبغي للإنسان أن يسأل عن كلّ ما يشكل عليه وأمّا كونه يسكن فيقول إن كان حرامًا فالله غفور رحيم أو يتلو هذه الآية فيقول: (( لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم )) هذا حرام لا يجوز.
نعم ومن فوائد هذا الحديث: أنّه لا يجوز استعمال أواني الكفّار إلاّ بالشّرطين، ولو أخذنا بظاهر الحديث لقال قائل إنّه لو دعوت فلا تأكل في آنيتهم، ولكنّ هذا الظّاهر غير مراد بلا شكّ لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أكل في آنيتهم فقد دعاه غلام يهوديّ إلى خبز شعير وإهالة سنخة وأكل، فيكون المعنى أفنأكل في آنيتهم إذا استعرناها منهم لا إذا دعونا إلى الأكل فأكلنا.
ومن فوائد هذا الحديث: حرص النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام على مباعدة المسلم لغير المسلم يعني نهى أن نأكل في آنيتهم إلاّ إذا لم نجد غيرها، وأيضًا نغسلها خوفًا من أن نتلاصق بهم ونتعاور الأواني يأتون إلينا يستعيرون ونأخذ منهم، لأنّه كلّما أبعد الإنسان عنهم فهو خير له بلا شكّ، طيب هذان القيدان يوجبان للإنسان أن لا يستعمل الأواني، لأنّه قلّ من لا يجد إناء يعني صاحب بيت يمكن أن لا يكون عنده أواني؟ هذا قليل جدًّا أو نادر ثمّ إذا لم يكن عندهم شيئًا واستعار من أهل الكتاب ولو كان يرى أثر الماء غسلًا فيها نقول لا تأكل فيها حتى تغسلها ولو كان الماء فيها الآن، يعني مغسولة الآن فلا تأكل حتى تغسلها إذن هذا فيه نوع تضييق على استعمال أواني الكفّار، طيب إذا كان عندي إناء لكن لا تليق بالضّيوف الذين نزلوا عليّ يعني أواني مثلًا قديمة، أواني صغيرة، أواني متكسّرة وعند رجل كافر أواني تليق بهم، هل في هذه الحالة يجوز أن نأخذ أوانيهم؟ على ظاهر الحديث؟
الطالب : لا يجوز.
الشيخ : نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : لا لا، عندي أواني، لكن الأواني في بيتي تكفيني لكن هؤلاء الضّيوف أناس كبار يحتاجون إلى أواني فخمة وأنا ليس عندي فهل أقول بما أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمر بإكرام الضّيف يكون هنا موجبًا لاستعارة الأواني الفخمة من هؤلاء لإكرام الضّيف؟ أو نقول: اتّقوا الله ما استطعتم، وما دام الرّسول عليه الصّلاة والسّلام يقول لا تأكلوا فيها إلاّ أن لا تجدوا فأنا واجد الآن أقدم للضيف وأقول: يا إخواني اعذروني ليس عندي غير هذه الأواني؟ الظاهر أنّه إذا خلص بمعذرة عن الضّيف في مثل هذا يعتبر واجدًا غيرها، أمّا إذا لم يمكن فلكلّ مقام مقال.
ومن فوائد هذا الحديث أنّنا إذا رأينا ما عليه النّاس اليوم من مخالطة الكفّار والأكل في أوانيهم وإعطاء الأواني لهم وجلب المودّة منهم نأسف أسفًا كثيرًا، ولهذا نجد هؤلاء الذين يخالطونهم هذه المخالطة التّامّة ربّما يحبّون الواحد منهم أكثر ممّا يحبّون المسلم وهذه خطيرة جدًّا، ولذلك يجب أن نباينهم وأن نبتعد عنهم وأن نعطيهم حقّهم الذي لهم، نعطيهم حقّهم، إذا كانوا جيرانًا لنا نعطيهم حقّ الجيرة، إذا كانوا أقارب نعطيهم حقّ القرابة، إذا كانوا محتاجين نساعدهم، إذا كانوا لا يقاتلوننا في الدّين ولا يخرجوننا من بيوتنا.
مناسبة الحديث لباب الآنية؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم، واضحة أنّ آنية الكفّار وإن كان الأصل فيها أنّها حلال لكن لما كانت لهم صارت حرامًا إلاّ إن لم نجد غيرها فإنّنا نغسلها ونأكل فيها، طيب ما رأيكم فيما لو كانوا يؤجّرون الأواني؟ يعني ليست بعاريّة حتى لا تكون لهم منّة علينا لكن يؤجّرونها، إنسان مثلًا صاحب متجر كبير من جاءه يستأجر منه أعطاه، هل يدخل في الحديث؟ أو نقول في هذا الحديث لا منة وكفى طردًا عن مخالطته الأجرة التي يطلبها؟ أنا في هذا أتوقّف، عندي في هذا توقّف لأنّك إذا نظرت إلى أنّه لا منّة له علينا وأنّ الأجرة التي ستسلّمها قد تكون مانعا من الاستعمال أوانيهم نعم نقول هنا لا بأس أن تستأجر منهم، طيب إذا قال قائل: لو أعاروك سيّارة ما هي أواني، هل نقول لا تقبل إلاّ إن لم تجد غيرها؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟ الظاهر لا، إلاّ إذا علمنا أنّهم سيمنّون علينك أو يستذلّوننا بذلك فلا يجوز أن نقبل، فإذا كان نعرف أنّهم سيمنّون علينا ويستذلّوننا لذلك فلا نقبل، لأنّنا نحن أعزّاء بإيش؟ بديننا فلا نقبل الدّنيّة ونحن والحمد لله قادرون على أن لا يلحقنا منهم منّة. وعن عمران بن حصين رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه سلّم ..
الطالب : انتهى الوقت.
الشيخ : انتهى الوقت؟