فوائد حديث ( أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه توضأوا ...). حفظ
الشيخ : يؤخذ من هذا الحديث فوائد منها: جواز استنزال صاحب الماء عند الضّرورة لأنّ الصّحابة أتوا بها إلى الرّسول عليه الصّلاة والسّلام فاستنزلوها وقالوا انزلي عن البعير فنزلت وتصرّفوا في مائها.
ومنها: آية من آيات الرّسول عليه الصّلاة والسّلام ببركة هذا الماء.
ومنها: أنّه ينبغي لمن صنع إليه معروف أن يكافئ صاحبه، لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كافئ هذه المرأة بأن أعطاها طعامًا.
ومنها: طهارة جلد الميتة إذا دبغ وهذا هو الشّاهد من هذا الحديث وهو الذي ساقه المؤلّف رحمه الله من أجله.
ومنها: جواز مكافئة الكافر إذا أهدى إليك شيئًا أو صنع إليك معروفا أو تكافئه وهذا لا شكّ أنّه من محاسن الدّين الإسلامي، نحن نبغض المشركين وكلّ كافر لكن إذا صنعوا إلينا معروفًا فعلينا أن نكافئهم أخلاق الإسلام أعلى وأسمى من أن لا يكافئ صاحب المعروف، وعلى هذا فمن صنع إلينا معروفًا من دول الكفر مثلًا فإنّنا نكافؤه على معروفه، لكن بما لا يكون بيعًا لديننا من أجله بمعنى أن نسلم من أن يضرّنا ديننا شيء من أعمالهم، ولكنّنا لا نترك المنّة لهم علينا بل نكافؤهم. هل نفهم منها جواز مخاطبة المرأة؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، جواز مخاطبة المرأة الأجنبيّة ولكن بشرط أمن الفتنة وشرط آخر الحاجة إلى مخاطبتها، إلاّ من جرت العادة من مخاطبته من غير المحارم فلا بأس، فقد جرت العادة مثلا أنّ الرّجل يخاطب زوجة أخيه ويسلّم عليها إذا دخل وهي في البيت وهي أيضًا تسلّم عليه ولا يرى النّاس في ذلك بأسًا.
ومن فوائد هذا الحديث جواز سفر المرأة وحدها؟
الطالب : لا.
الشيخ : هاه؟
الطالب : لا.
الشيخ : ليش لا؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم، يقال ليس فيه دليل لأنّ المرأة مشركة، والمرأة المشركة لا تلزم بأحكام الإسلام إلاّ إذا أسلمت على أنّ فيه احتمال قويّ جدًّا على أنّ هذا قبل الأمر باتّخاذ المحرم في السّفر، لأنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام عندما خطب ومنع المرأة السّفر بلا محرم عند حجّة الوداع، فعلى كلّ حال الجواب الأوّل مؤكّد والثاني فيه احتمال لأنّنا لا نعلم التّاريخ بالضّبط، لكن الأوّل لا إشكال فيه وهي أنّ الكافر لا يلزم بأحكام الإسلام إلاّ بعد إيش؟ إلاّ بعد أن يسلم.