وعن لقيط بن صبرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أسبغ الوضوء ، وخلل بين الأصابع ، وبالغ في الإستنشاق إلا أن تكون صائماً ) . أخرجه الأربعة ، وصححه ابن خزيمة ، ولأبي داود في رواية : ( إذا توضأت فمضمض ). حفظ
الشيخ : " وعن لقيط بن صبرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً ) " :
( أسبغ الوضوء ) يعني اشمل به جميع الأعضاء التي أُمر بتطهيرها ، لأن الإسباغ معناه : الشمول والعموم كما قال الله تعالى : (( وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة )) ، وعلى هذا فهو إشارة إلى الكيفية لا إلى الكمية ، أي : فلا يدخل فيه تكرار غسل ما يشرع تكرار غسله وإنما المراد التعميم ، فإذا كان المراد التعميم كان الأمر هنا للوجوب ، وإذا كان يشمل التعميم ويشمل الكمية صار الأمر هنا مشتركاً بين الوجوب والاستحباب .
وقوله : ( أسبغ الوضوء ) والوضوء هو تطهير الأعضاء الأربعة على صفة مخصوصة .
( وخلل هذه الأصابع ) خلل بينها أي : أدخل أصابعك بين الأصابع .
وهل المراد أصابع اليد أو أصابع الرجل أو الجميع ؟
ظاهر الحديث الجميع ، أنه يخلل أصابع اليدين ويخلل أصابع الرجلين ، لكنه في الرجلين أوكد ، لأن تلاصق الأصابع في الرجل أشد من تلاصقها في اليد.
وقوله : ( وبالغ في الاستنشاق ) والاستنشاق هو جذب الماء بنفس إلى داخل الأنف .
( إلا أن تكون صائماً ) يعني فلا تبالغ في الاستنشاق حذرا من أن ينزل الماء من الأنف إلى المعدة ويكون هذا سببا للإفطار .
" أخرجه الأربعة وصححه ابن خزيمة " .