مراجعة ومناقشة تحت حديث ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه ). حفظ
الشيخ : الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين :
أظن أخذنا حديث عائشة وفوائده ؟
الطالب : لم نأخذ الفوائد .
الشيخ : طيب ، قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يذكر الله على كل أحيانه ) :
يذكر الله : يحتمل أن يكون المراد بالذكر هنا الذكر اللفظي باللسان ، وهذا هو الظاهر ، يعني أن يقول: لا إله إلا الله ، ويحتمل أن يكون عاما لذكر القلب والجوارح واللسان ، لأن الذكر يكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالجوارح، الذكر بالقلب هو: تذكر الله عز وجل وعظمته ورجاءه وخوفه وخشيته ومحبته وتعظيمه وما أشبه ذلك، هذا ذكر الله بالقلب .
وذكر الله باللسان : التسبيح والتكبير والتهليل وما أشبه ذلك ، وهو بالمعنى العام يشمل كل قول يقرب إلى الله عز وجل.
وذكر الله بالجوراح : كالركوع والسجود والقيام والقعود في الصلاة ، والمشي بالدعوة إلى الله وغير ذلك.
فالذكر إذًا متعلق بالقلب واللسان والجوارح .
والذي يظهر من حديث عائشة أن مرادها ما يتعلق باللسان ، أي : أن الرسول عليه الصلاة والسلام يذكر الله دائما .
وقولها : ( على كل أحيانه ) : يعني على كل حين يمر به وهو بمعنى قول القائل: : على كل أحواله، يعني: قائما وقاعدا وعلى جنب ، كما قال الله تبارك وتعالى : (( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم )) .
هذا الحديث أتى به المؤلف -رحمه الله- في باب نواقض الوضوء ليفيد أنه لا يشترط لذكر الله أن يكون الإنسان على طهارة ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانهه ، فأما قول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي سلم عليه ولم يرد عليه السلام حتى تيمم ثم رد عليه السلام وقال : ( إني أحببت ألا أذكر الله إلا على طُهر ) فهذا من باب الاستحباب وليس من باب الواجب، بمعنى: أنه ينبغي للإنسان إذا أراد أن يذكر الله أن يكون على طهر، ولكن لو ذكر الله على غير طهر فلا إثم عليه ولا حرج عليه .