وعن أنس بن مالك رضي الله عنه :( أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وصلى ولم يتوضأ ). أخرجه الدار قطني ولينه. حفظ
الشيخ : " وعن أنس بن مالك رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وصلى ولم يتوضأ ). أخرجه الدارقطني ولينه " :
قوله : ( احتجم ) الاحتجام : إخراج الدم من الجسم بصفة مخصوصة ، ولا بد فيه من حِذق الحاجم وإلا كان على خطر .
الصفة المعروفة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وإلى عهد قريب : أن الحاجم يشرط الجلد في موضع معين ، ثم يضع عليه قارورة لها أنبوبة صغيرة ، ثم يجذب الهواء حتى يفرغ القارورة ، ثم يسد فم الماسورة الصغيرة ، فتبقى القارورة مفرغة من الهواء ، وإذا بقيت مفرغة من الهواء لصقت بالمكان ، ثم بدأ الدم يخرج، فإذا امتلأت القارورة انتهى التفريغ فسقطت وهي مملوءة من الدم.
والحجامة نوع من أنواع الدواء كما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام : ( إن كان الشفاء في شيء ففي ثلاث، وذكر منها: شرطة محجم ) يعني الحجامة. والحجامة لا شك أنها تخفف البدن، وأن من اعتادها فإنه لا يمكن أن يخف بدنه إلا باستعمالها، وأما من لم يستعملها أصلاً فإنه لا يتأثر بعدمها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحتجم أحيانا في رأسه وأحيانا على كاهله حسب ما تقتضيه الحاجة.
وقوله : ( احتجم وصلى ولم يتوضأ ) يعني: لم يتوضأ للصلاة .
وأتى المؤلف -رحمه الله- بهذا الحديث ليفيد أن إخراج الدم من البدن لا ينقض الوضوء ، ومعلوم أن الحجامة يخرج بها دم كثير ، لكنَّ هذا الدم وإن كان كثيرا لا ينقض الوضوء ، دليل ذلك ؟ أجيبوا؟
( أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وصلى ولم يتوضأ ) .