فوائد حديث ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال ...). حفظ
الشيخ : ففي هذا الحديث دليل على فوائد :
منها : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مفتقر إلى الله لا يملك لنفسه أن يدفع عنها ، وجه ذلك : أنه استعاذ به بالله عز وجل .
ومن فوائد هذا الحديث : استحباب هذا الذكر عند دخول الخلاء اقتداء بالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
فإن قال قائل : وإذا كنت في البر فمتى أقوله ؟
نقول : تقوله عند آخر خطوة تجلس عندها ، إذا أردت الجلوس قل : ( اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ) .
ومن فوائد هذا الحديث : إثبات علم الله عز وجل ، لأنه لا يستعاذ بمن لا علم عنده.
ومن فوائده : إثبات قدرة الله وسلطانه تبارك وتعالى ، وأن قدرة الله وسلطانه فوق كل قدرة وسلطان .
ومن فوائد هذا الحديث ولاسيما على وجه ضم الباء : حكمة الله عز وجل حيث كانت الأماكن الخبيثة مأوى للنفوس الخبيثة الشريرة ، وهذا من الحكمة ، المساجد طيبة أحب البقاع إلى الله مأوى من ؟
الملائكة الكرام ، لكن هذه مأوى الشياطين أعني: بيوت الخلاء، ففي هذا من الحكمة ما هو ظاهر ويصدق هذا قول الله تبارك وتعالى : (( الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات )) ، وهذا وإن كان في البشر لكن المعنى عام ، وانظر الآن إلى الكفار كيف يألفون أخبث الحيوانات وأقذَرها وأنجَسَها ، وهي الكلاب ، الكلاب عندهم تستهلك نصف ما يستهلكون في تنظيف أجسادهم وأوانيهم ، يقولون لي : إنهم كانوا ينظفونها بالصابون ، وبغير الصابون من المنظفات كل يوم كل صباح ، وهل إذا نظفوها هل ترتفع نجاستها ؟
لا، لأن النجاسة عينية، والنجاسة العينية لو طهرت بمياه البحار لم تطهر، لكن سبحان الله! (( الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات )) .
طيب لو نسي الإنسان أن يقول هذا الذكر ودخل ، هذه مسألة ما لها علاقة بالحديث : لو نسي فدخل فهل نقول : قل هذا الذكر وأنت في المرحاض أو اخرج ثم قله ثم ادخل ؟ ماذا تقولون ؟
الطالب : لا هذا ولا هذا .
الشيخ : لا هذا ولا هذا ؟!
ونظير ذلك لو أنه قَدَّم الرجل اليمنى عند دخول الخلاء والمستحب أن يقدم اليسرى، فهل نقول : امض أو نقول اخرج ثم قدم اليسرى ؟
نعم، فيه احتمال عندي ، الاحتمال وارد ، لكن قد يرجح الإنسان ألا يقول ذلك ، أن لا يقول هذا الذكر لأنه سنة فات محلها ، وألا يخرج ويدخل.
وقد يقال : إن الرسول عليه الصلاة والسلام قال فيمن نسي الصلاة : ( يصليها إذا ذكرها ) ، فهذا نسي أن يقدم اليسرى عند الدخول فليصحح ، نسي أن يقول هذا الذكر عند الدخول فليصحح ، فالأمر إن شاء الله واسع سواء فعل هذا أو تركه .