ما تفسير عبارة عدي رحمه الله في بعض الرواة : ( وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق ) .؟ حفظ
ابو اسحاق : طيب شيخنا في الكامل لابن عدي له اصطلاح يبدوا غريبا يعني وفي ترجمة بعض الرواة يعطي حكمه في آخر الترجمة فيقول وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق ، فهذا لأول وهله كأنه يجعل الصدق يعني مضادا للضعف فالضعف يكون في العدالة وهذا ان ثبت كأنه يتهمه بالعدالة أو شيء من هذا .
الشيخ : أنا أرى أن تفسر هذه العبارة بما سبق من الكلام فهو الذي يحدد هل يقصد بالصدق هنا ضد الكذب أم يقصد الحفظ والضبط فيما يروي .
ابو اسحاق : هو الظاهر من الترجمة أنه يقصد الحفظ والضبط .
الشيخ : طيب فنفسر على ضوء ذلك ، يعني صدقه في روايته يعني خطئا أو صوابا لا يقصد الكذب المتعمد يعني كما تعلم من اصطلاح اللغة العربية كذب فلان ليس من الضروري أن نفسره بأنه تعمد الكذب كذلك نقول صدق فلان ليس من الضروري أن نفهم منه بأنه قصد الصدق وإنما هو روى الصدق ، هذا عكس كذب يعني ما أدري هذه الفلسفة في اللغة مقبولة أم لا .
ـ أبو اسحاق يضحك ـ
خاصة من أعجمي الباني يا مراد .
السائل : أنت البركة يا أستاذ .
الحلبي : أستاذي في شيء يعني هذا اللفظ اصطلاح قريب من اصطلاح الحافظ صدوق يعني هو ما يقصد أنه ضد كاذب أو غير كاذب إنما يقصد أنه ضابط عادل إلا أنه خف الضبط ... .
الشيخ : أحسنت .
الحلبي : أليس قريبا أستاذي من هذا ؟ .
الشيخ : بقولوا الناس شم وصلي على الرسول .
الشيخ والطلبة يضحكون .
الشيخ : أنا بقول شم واذكر الله امسك .
الحلبي : أليس هذا قريبا .
الشيخ : قريب جدا .
ابو اسحاق : لكن شيخنا على كلام الأخ علي يرد تساءل لفظة صدوق إذا أطلقت بدون مقابلة فممكن نحملها على الصدق والعدالة والضبط أيضا لكن إذا قوبلت بالضعف فهنا الإشكال يرد .
الشيخ : صحيح وأن الإشكال نسلم به ولذلك كان جوابي يفسر على ضوء ما سبق من الكلام فأجبت بأنه يعني ماذا ؟ .
ابو اسحاق : يعني الضعف في الضبط .
الشيخ : الضعف في الحفظ هذا هو .
ابو اسحاق : شيخنا في علل الحديث لابن أبي حاتم كثيرا ما يورد عن أبيه أبي حاتم رحمه الله أنه يطلق لفظ البطلان ولا يتبين وجه فهل من خلال استقرائكم للعلل ونحو ذلك وقفتم على معنى البطلان في اصطلاح أبي حاتم في العلل .
الشيخ : أنا ما أستطيع أن أقول أن له اصطلاحا خاصا لكن أقول إن هذا اصطلاح لا يختص به أبو حاتم وحده فكثيرا ما يصدر مثله عن غيره من المتقدمين والمتأخرين وقد قلت قريبا جوابا عن مثل هذا السؤال الذي يتبين من البحث في وضعهم لهذه الكلمة مجال كلامهم بعني ووضعهم لهذه الكلمة فيه ، وهذا شيء لم ينص عليه في علم المصطلح فيما علمت ، يعنون بطلان المتين تارة وبطلان الاسناد تارة أخرى ، ولو لم يكن هناك في السند كذاب أو وضاع يستلزم القول بذلك بالبطلان ، مثلا فيما يتعلق بالمتن لايخفاك ولايخفى على كل طالب علم ان المتن إذا كان يخالف معلوم مثلا من الدين بالضرورة أو كان يخالف ظاهر آية أو حديث صحيح فهو واضح جدا حينذاك أنه هذا المتن الذي يرويه ذاك الضعيف ان البطلان جاء من حيث متنه وإن كان الراوي ليس متهما بالوضع وتارة يقصدون البطلان من حيث الإسناد مثلا ولهم مثل هذه العبارة التي سأذكرها أن الإمام الزهري مثلا له تلامذة كثيرين جدا يأتي أحدهم من الضعفاء فيروي عن الإمام الزهري بإسناده العالي الصحيح كأن يقول حدثني أنس بن مالك فيقال هذا حديث باطل ، لماذا ؟ أين أصحاب الزهري الثقات الذين خالطوه وصاحبوه سنين معدودات ثم لا أحد من هؤلاء يروي هذا الذي رواه هذا الضعيف فإذا هذا باطل هذا الذي أفهمه من استعمالهم يعني في كلامهم وهذا يذكرني بالقصة التي تذكر في ترجمة نوح ابن أبي مريم تارة وفي الكلام على الحديث الموضوع في المصطلح تارة أخرى فجاءوا إليه وقالوا له من أين لك هذه الأحاديث ترويها عن عكرمة عن ابن عباس وهؤلاء أصحاب عكرمة لا يروون شيئا مما ترويه أنت عنه ؟ فأجاب الرجل بكل صراحة قال لما رأيت الناس شغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي محمد بن اسحاق عن تلاوة القرآن وضعت لهم هذه الأحاديث حسبة ـ
يضحك الطلبة والشيخ .
الشيخ : نيته طيبة هه ، الشاهد اكتشفوا وضع هذه الأحاديث بتفرده عن ذلك الشيخ الثقة وهو عكرمة دون سائر أصحابه هذا الذي أفهمه من كلمة باطل .
ابو اسحاق : وفي العلل حديث ( أكثر خطايا ابن آدم في لسانه ). أبو حاتم قال رفعه باطل .
الشيخ : أيوه ، طيب .
ابو اسحاق : يمكن أن يفهم هنا أن البطلان قد يطبق أبو حاتم على مجرد الخطأ يعني كان ممكن أن يقول هو موقوف مثلا .
الشيخ : لكن ليس هذا فقط يلاحظ ما أشرت إليه آنفا ، كأن يكون الثقة رواه موقوفا وهذا الضعيف رفعه فبيانا لهذا الواقع الذي شرحته آنفا أطلق لفظة البطلان ولو يكفي أن يقال هذا منكر لكن لما يأتي الحديث من رواية ثقة أو أكثر موقوفا وطبعا هذا في وجهة نظره هو الذي سوغ له أن يطلق البطلان على الحديث المرفوع .
الشيخ : أنا أرى أن تفسر هذه العبارة بما سبق من الكلام فهو الذي يحدد هل يقصد بالصدق هنا ضد الكذب أم يقصد الحفظ والضبط فيما يروي .
ابو اسحاق : هو الظاهر من الترجمة أنه يقصد الحفظ والضبط .
الشيخ : طيب فنفسر على ضوء ذلك ، يعني صدقه في روايته يعني خطئا أو صوابا لا يقصد الكذب المتعمد يعني كما تعلم من اصطلاح اللغة العربية كذب فلان ليس من الضروري أن نفسره بأنه تعمد الكذب كذلك نقول صدق فلان ليس من الضروري أن نفهم منه بأنه قصد الصدق وإنما هو روى الصدق ، هذا عكس كذب يعني ما أدري هذه الفلسفة في اللغة مقبولة أم لا .
ـ أبو اسحاق يضحك ـ
خاصة من أعجمي الباني يا مراد .
السائل : أنت البركة يا أستاذ .
الحلبي : أستاذي في شيء يعني هذا اللفظ اصطلاح قريب من اصطلاح الحافظ صدوق يعني هو ما يقصد أنه ضد كاذب أو غير كاذب إنما يقصد أنه ضابط عادل إلا أنه خف الضبط ... .
الشيخ : أحسنت .
الحلبي : أليس قريبا أستاذي من هذا ؟ .
الشيخ : بقولوا الناس شم وصلي على الرسول .
الشيخ والطلبة يضحكون .
الشيخ : أنا بقول شم واذكر الله امسك .
الحلبي : أليس هذا قريبا .
الشيخ : قريب جدا .
ابو اسحاق : لكن شيخنا على كلام الأخ علي يرد تساءل لفظة صدوق إذا أطلقت بدون مقابلة فممكن نحملها على الصدق والعدالة والضبط أيضا لكن إذا قوبلت بالضعف فهنا الإشكال يرد .
الشيخ : صحيح وأن الإشكال نسلم به ولذلك كان جوابي يفسر على ضوء ما سبق من الكلام فأجبت بأنه يعني ماذا ؟ .
ابو اسحاق : يعني الضعف في الضبط .
الشيخ : الضعف في الحفظ هذا هو .
ابو اسحاق : شيخنا في علل الحديث لابن أبي حاتم كثيرا ما يورد عن أبيه أبي حاتم رحمه الله أنه يطلق لفظ البطلان ولا يتبين وجه فهل من خلال استقرائكم للعلل ونحو ذلك وقفتم على معنى البطلان في اصطلاح أبي حاتم في العلل .
الشيخ : أنا ما أستطيع أن أقول أن له اصطلاحا خاصا لكن أقول إن هذا اصطلاح لا يختص به أبو حاتم وحده فكثيرا ما يصدر مثله عن غيره من المتقدمين والمتأخرين وقد قلت قريبا جوابا عن مثل هذا السؤال الذي يتبين من البحث في وضعهم لهذه الكلمة مجال كلامهم بعني ووضعهم لهذه الكلمة فيه ، وهذا شيء لم ينص عليه في علم المصطلح فيما علمت ، يعنون بطلان المتين تارة وبطلان الاسناد تارة أخرى ، ولو لم يكن هناك في السند كذاب أو وضاع يستلزم القول بذلك بالبطلان ، مثلا فيما يتعلق بالمتن لايخفاك ولايخفى على كل طالب علم ان المتن إذا كان يخالف معلوم مثلا من الدين بالضرورة أو كان يخالف ظاهر آية أو حديث صحيح فهو واضح جدا حينذاك أنه هذا المتن الذي يرويه ذاك الضعيف ان البطلان جاء من حيث متنه وإن كان الراوي ليس متهما بالوضع وتارة يقصدون البطلان من حيث الإسناد مثلا ولهم مثل هذه العبارة التي سأذكرها أن الإمام الزهري مثلا له تلامذة كثيرين جدا يأتي أحدهم من الضعفاء فيروي عن الإمام الزهري بإسناده العالي الصحيح كأن يقول حدثني أنس بن مالك فيقال هذا حديث باطل ، لماذا ؟ أين أصحاب الزهري الثقات الذين خالطوه وصاحبوه سنين معدودات ثم لا أحد من هؤلاء يروي هذا الذي رواه هذا الضعيف فإذا هذا باطل هذا الذي أفهمه من استعمالهم يعني في كلامهم وهذا يذكرني بالقصة التي تذكر في ترجمة نوح ابن أبي مريم تارة وفي الكلام على الحديث الموضوع في المصطلح تارة أخرى فجاءوا إليه وقالوا له من أين لك هذه الأحاديث ترويها عن عكرمة عن ابن عباس وهؤلاء أصحاب عكرمة لا يروون شيئا مما ترويه أنت عنه ؟ فأجاب الرجل بكل صراحة قال لما رأيت الناس شغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي محمد بن اسحاق عن تلاوة القرآن وضعت لهم هذه الأحاديث حسبة ـ
يضحك الطلبة والشيخ .
الشيخ : نيته طيبة هه ، الشاهد اكتشفوا وضع هذه الأحاديث بتفرده عن ذلك الشيخ الثقة وهو عكرمة دون سائر أصحابه هذا الذي أفهمه من كلمة باطل .
ابو اسحاق : وفي العلل حديث ( أكثر خطايا ابن آدم في لسانه ). أبو حاتم قال رفعه باطل .
الشيخ : أيوه ، طيب .
ابو اسحاق : يمكن أن يفهم هنا أن البطلان قد يطبق أبو حاتم على مجرد الخطأ يعني كان ممكن أن يقول هو موقوف مثلا .
الشيخ : لكن ليس هذا فقط يلاحظ ما أشرت إليه آنفا ، كأن يكون الثقة رواه موقوفا وهذا الضعيف رفعه فبيانا لهذا الواقع الذي شرحته آنفا أطلق لفظة البطلان ولو يكفي أن يقال هذا منكر لكن لما يأتي الحديث من رواية ثقة أو أكثر موقوفا وطبعا هذا في وجهة نظره هو الذي سوغ له أن يطلق البطلان على الحديث المرفوع .