وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال :( قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : خذ الإداوة ، فانطلق حتى توارى عني فقضى حاجته ). متفق عليه . حفظ
الشيخ : يقول : " وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : ( قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : خذ الإداوة ، فانطلقَ حتى توارى عني فقضى حاجته ) متفق عليه " :
المغيرة بن شعبة رضي الله عنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وكان مصاحباً له، وكان يخدمه في وضوئه واستنجائه، فقال له : ( خذ الإداوة ) أي الإداوة ؟
الإداوة هي: إناء من جلد صغير يكون فيه الماء، ويشبهه عندنا ما يسمى بالمطّارة، نعم.
وقوله : ( خذ الإداوة ) من المعلوم أنه إنما أمره ليأخذها من أجل أن يستنجي بالماء ويتوضأ به.
( فانطلق حتى توارى عني ) : توارى بمعنى: اختفى عني.
( فقضى حاجته ) يعني ببول أو غائط ، وإنما فعل ذلك عليه الصلاة والسلام لا من أجل ستر العورة لأن ستر العورة واجب ويحصل بأدنى من ذلك ولكن من أجل أن يبتعد عن رؤيا الناس له على هذه الحال ، لأن الرجل الحيي الذي فيه الحياء لا يحب أن يراه الناس وهو يقضي حاجته ، بل يحب أن يبعد حتى لا يروه ، وهذا غير نظر العورة ، لأن نظر العورة أشد من هذا ويأتي إن شاء الله الكلام عليه .