فوائد حديث ( قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : خذ الإداوة ...). حفظ
الشيخ : في هذا الحديث : جواز استخدام الأحرار ، دليله يا محمد ؟
الطالب : استخدام المغيرة بن شعبة .
الشيخ : أن الرسول صلى الله عليه وسلم استخدم المغيرة بن شعبة .
ومن فوائده : أن أمر الخادم بالشيء لا يعد سؤالا مذمومًا، فقول الرسول للمغيرة : ( خذ ) هذا أمر ليس سؤالا، لأن الخادم يرى نفسه في منزلة دون منزلة المخدوم، فإذا وجه إليه الأمر فليس سؤالا ولكنه إيش ؟
ولكنه أمر .
ومن فوائد هذا الحديث : فضيلة المغيرة ومنقبته في خدمة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولا شك أن هذه منقبة ومزية أن يكون الإنسان خادما للرسول عليه الصلاة والسلام لما في ذلك من الشرف العظيم ، ومن العلم الذي يكتسبه من خدمته الرسول عليه الصلاة والسلام .
ومن فوائد الحديث : جواز الاقتصار على الماء في الاستنجاء ، إذ لم يأمر المغيرة أن يحمل أحجارا .
فإن قال قائل : ربما تكون الأحجار عنده فلا يحتاج أن يأمره ؟
قلنا : نعم هذا محتمل ، لكن إذا نظرنا إلى حديث ابن مسعود رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يأتي بأحجار فأتى بحجرين وروثة فألقى الروثة وقال : إنها رجس ) ، فهذا يدل على أن الرسول عليه الصلاة والسلام إذا أراد الاستجمار بالحجر طلب ممن يخدمه أن يأتيه بالحجر .
ومن فوائد هذا الحديث : شدة حياء النبي صلى الله عليه وسلم ، والحياء معروف ، ولا يمكن أن نحده بأوضح من لفظه ، فإن الانفعالات النفسية لا يمكن للإنسان أن يحدها ويعرفها ، أليس كذلك ؟
لو قال قائل : ما هي المحبة ؟ ماذا نقول ؟
نقول : ميل الإنسان إلى الشيء ، إذا قلت : ميل الإنسان إلى الشيء صار معناه أنك عرَّفت المحبة بأثرها ، لأن الميل إلى الشيء نتيجة المحبة ، ولهذا لما ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه *روضة المحبين * تفسيرات للمحبة ، أظنها بلغت العشرين قال : " ولا يمكن أن تحد المحبة بأحسن من لفظها " ، المحبة المحبة الكراهة ؟
الطالب : الكراهة .
الشيخ : الحزن ؟
الطالب : الحزن .
الشيخ : الحياء أيضا لا يمكن أن أن تحده بأوضح من لفظه.
وأما قول من قال : انكسار يعتري الإنسان عند فعل ما يخجل أو ما أشبه ذلك فهذا إنما هو آثاره ، إذًا نقول : في هذا الحديث شدة استحياء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يُرى على صفة مكروهة، من أين تؤخذ ؟
الطالب : ( انطلق حتى توارى عني ) .
الشيخ : ( انطلق حتى توارى عني ) .
ويؤخذ منه فائدة أيضا : أنه ينبغي للإنسان إذا كان في برية وأراد قضاء الحاجة أن يبتعد حتى لا يرى وما أبعد ما يمشي إذا كان في أرض مستوية، نعم إن شاء الله يأتي بقية الكلام على الحديث .