وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( اتقوا اللعانين : الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم ). رواه مسلم . حفظ
الشيخ : الحمد لله ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فما سبق تكلمنا عنه ولا يحتاج إلى بحث فيه كثير لأنه واضح لكن نبدأ بدرس جديد وهو قوله :
" وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا اللاعنين : الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم ) رواه مسلم " :
قوله : ( اتقوا ) أي : احذروا ، لأن التقوى معناها اتخاذ الوقاية من محذور فيكون معنى اتقوا احذروا .
وقوله : ( اللاعنين ) : اسم فاعل ، وهل هو على ما اشتق منه أي : أنه اسم فاعل ، أو إنه فاعل بمعنى مفعول ؟
يحتمل هذا وهذا ، فعلى الأول : ( اتقوا اللاعنين ) : أطلق عليه اسم اللاعن لأنه يكون سببا في اللعن ، وعلى الثاني يكون فاعل بمعنى مفعول لأن اسم الفاعل يأتي بمعنى اسم المفعول كما في قوله تعالى : (( فهو في عيشة راضية )) أي : مرضية .
على كل حال حتى إذا قلنا : إنها بمعنى اسم مفعول أي : الملعونَين، فالمراد بالملعون هو الفاعل، ومعنى اللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله.
وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن اللاعنين فقال : ( الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم ) :
( يتخلى ) ، أي : يقضي حاجته ويفرغ ما في بطنه من الأذى .
( في طريق الناس ) أي : ما يستطرقه الناس .
( أو ظلهم ) : أي : ما يستظلون به ، وذلك أن الناس في أيام الصيف يحتاجون إلى الظل ، فيستظلون عن الشمس بظل الجدران أو الأشجار أو غيرها، وذلك لأن الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم لا شك أنه يؤذيهم من عدة أوجه :
أولا : من حيث الرائحة ، لأن رائحة الخلاء خبيثة منتنة ، فيتأذى بها الناس ثانياً : من حيث التقزر والتكره ، لأن الإنسان إذا رأى الخلاء فإنه يتكره هذا الشيء ويتبرم منه ويتقزز ، وربما يكون من بعض الناس الذين لا يقدرون على رؤية ما يكرهون حتى يتقيؤوا .
الوجه الثالث : أنه يؤذيهم من حيث تلوثهم به ، فإنهم إذا تلوثوا بهذا الخلاء ماذا يحصل يا جابر ؟
الطالب : الجراثيم .
الشيخ : يحدث جراثيم ؟
الطالب : الريح .
الشيخ : الريحة انتهينا منه ، محمود نعم ؟
الطالب : تنجسهم بها .
الشيخ : نعم يحصل تنجس أرجلهم أو خفافهم أو ثيابهم أيضا.
أيضا : فيه أذية من حيث حرمانهم من هذا المجلس الذي يجلسون إليه ويأوون إليه يتحدثون ويزيلون عنهم السآمة والملل ، فلهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم التخلي في هذا جعله من أسباب اللعن ، أي : أن الإنسان يلعن بسبب ذلك .
أما بعد :
فما سبق تكلمنا عنه ولا يحتاج إلى بحث فيه كثير لأنه واضح لكن نبدأ بدرس جديد وهو قوله :
" وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا اللاعنين : الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم ) رواه مسلم " :
قوله : ( اتقوا ) أي : احذروا ، لأن التقوى معناها اتخاذ الوقاية من محذور فيكون معنى اتقوا احذروا .
وقوله : ( اللاعنين ) : اسم فاعل ، وهل هو على ما اشتق منه أي : أنه اسم فاعل ، أو إنه فاعل بمعنى مفعول ؟
يحتمل هذا وهذا ، فعلى الأول : ( اتقوا اللاعنين ) : أطلق عليه اسم اللاعن لأنه يكون سببا في اللعن ، وعلى الثاني يكون فاعل بمعنى مفعول لأن اسم الفاعل يأتي بمعنى اسم المفعول كما في قوله تعالى : (( فهو في عيشة راضية )) أي : مرضية .
على كل حال حتى إذا قلنا : إنها بمعنى اسم مفعول أي : الملعونَين، فالمراد بالملعون هو الفاعل، ومعنى اللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله.
وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن اللاعنين فقال : ( الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم ) :
( يتخلى ) ، أي : يقضي حاجته ويفرغ ما في بطنه من الأذى .
( في طريق الناس ) أي : ما يستطرقه الناس .
( أو ظلهم ) : أي : ما يستظلون به ، وذلك أن الناس في أيام الصيف يحتاجون إلى الظل ، فيستظلون عن الشمس بظل الجدران أو الأشجار أو غيرها، وذلك لأن الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم لا شك أنه يؤذيهم من عدة أوجه :
أولا : من حيث الرائحة ، لأن رائحة الخلاء خبيثة منتنة ، فيتأذى بها الناس ثانياً : من حيث التقزر والتكره ، لأن الإنسان إذا رأى الخلاء فإنه يتكره هذا الشيء ويتبرم منه ويتقزز ، وربما يكون من بعض الناس الذين لا يقدرون على رؤية ما يكرهون حتى يتقيؤوا .
الوجه الثالث : أنه يؤذيهم من حيث تلوثهم به ، فإنهم إذا تلوثوا بهذا الخلاء ماذا يحصل يا جابر ؟
الطالب : الجراثيم .
الشيخ : يحدث جراثيم ؟
الطالب : الريح .
الشيخ : الريحة انتهينا منه ، محمود نعم ؟
الطالب : تنجسهم بها .
الشيخ : نعم يحصل تنجس أرجلهم أو خفافهم أو ثيابهم أيضا.
أيضا : فيه أذية من حيث حرمانهم من هذا المجلس الذي يجلسون إليه ويأوون إليه يتحدثون ويزيلون عنهم السآمة والملل ، فلهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم التخلي في هذا جعله من أسباب اللعن ، أي : أن الإنسان يلعن بسبب ذلك .