وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه ، وهو يبول ، ولا يتمسح من الخلاء بيمينه ، ولا يتنفس في الإناء ). متفق عليه ، واللفظ لمسلم . حفظ
الشيخ : " وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يمسَّن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول ، ولا يتمسح من الخلاء بيمينه ، ولا يتنفس في الإناء ) متفق عليه " :
قوله : ( لا يمسن أحدكم ذكره ) : فيه إشكال في الإعراب وهو: أن الفعل هنا مفتوح مع كونه يلي لا الناهية؟
الطالب : لاتصاله بنون التوكيد.
الشيخ : لاتصاله بنون التوكيد كذا ، طيب يرد على هذا قول الله تبارك وتعالى : (( قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن )) فالتاء آخر الفعل وهي مضمومة والهمزة آخر الفعل وهي مضمومة تجيب عن هذا يا صالح ؟
الطالب : لأن النون في الآية غير مباشرة.
الشيخ : لأن النون في الآية غير مباشرة الله أكبر!!
ما الذي حال بينهما وبين الهمزة والعين ؟
الطالب : واو الجماعة المحذوفة .
الشيخ : واو الجماعة المحذوفة، والمقدر كالموجود، توافقون على هذا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : إذًا يبنى الفعل المضارع على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد إيش ؟ الطالب : اتصالا مباشرا .
الشيخ : نعم نون التوكيد المباشرة لفظا وتقديرا .
طيب إذًا هو مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد في محل جزم .
طيب وقوله : ( لا يمسن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول ) جملة : ( بيمينه ) معنى بيمينه أي : بيده اليمنى .
وقوله : ( وهو يبول ) : الجملة حال يعني: في حال البول.
( ولا يتمسح من الخلاء بيمينه ) يعني : لا يتمسح من الخلاء الذي هو الغائط بيمينه ، بل والبول أيضا ، لأن الخلاء هو قضاء الحاجة أو مكان قضاء الحاجة .
( بيمينه ، ولا يتنفس في الإناء ) يعني عند الشرب لا يتنفس في الإناء ، أي : إناء الشرب ، وذلك لأنه إذا تنفس فيه فقد يخرج مع النفس شيء يسقط في الماء فيقذره على غيره ، وربما يحدث له شَرَق إذا تنفس في الإناء فيتأذى أو يتضرر بذلك ، وربما يحصل منه كما قال أخونا جابر : جراثيم تعلق في الماء فيكون في ذلك ضرر على صحته أو صحة غيره .
فإن قال قائل : ما العلاقة بين قوله : ( ولا يتنفس في الإناء ) وبين النهيين قبله ؟
قلنا : يحتمل أن أبا قتادة رضي الله عنه رواهما منفردين ، بمعنى أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يمسن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول ولا يتمسح من الخلاء بيمينه ) ، ثم سمعه في مكان آخر يقول : ( لا يتنفس في الإناء ) فجمعهما أبو قتادة في سياق واحد اختصارا .
وربما يقال : إنه لما ذكر ما يتعلق بالتخلي عن الأكل والشرب ناسب أن يذكر ما يتعلق بالشرب فقال : ( ولا يتنفس في الإناء ) .