وعن ابن عباس رضي الله عنهما :( أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهل قباء ، فقال : إن الله يثني عليكم فقالوا : إنا نتبع الحجارة الماء ). رواه البزار بسند ضعيف ، وأصله في أبي داود والترمذي . وصححه ابن خزيمة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بدون ذكر الحجارة . حفظ
الشيخ : " وعن ابن عباس رضي الله عنهما : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهل قباء ، فقال : إن الله يثني عليكم، فقالوا : إنا نتبع الحجارة الماء ) رواه البزار بسند ضعيف ، وأصله في أبي داود والترمذي " :
قوله : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهل قباء ) : قباء مكان معروف في المدينة ، يقع شرقًا جنوبًا ، وهو حي معروف ، نزل به النبي صلى الله عليه وسلم أول ما نزل المدينة في الهجرة ، وأقام فيه المسجد ، وهو المذكور في قول الله تعالى : (( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه ))، وهذا في مقابل مسجد الضرار الذي بناه المنافقون من أجل تفريق المؤمنين، كما قال تعالى : (( والذين اتخذوا مسجدا ضرارًا وكفرًا وتفريقًا بين المؤمنين وإرصادًا لمن حارب الله ورسوله )) ، وقد بنوا هذا المسجد بناء على مشورة من أبي عامر الفاسق المنافق على أنه يريد أن يجمع الناس إليه لمحاربة النبي صلى الله عليه وسلم ، وادَّعى أنه إنما بناه من أجل أن يخفف على الكبار والمرضى ونحوهم حتى لا يتكلفوا الذهاب إلى مسجد قباء الذي أُسس على التقوى، وأتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد فراغهم من بنائه يطلبون منه أن يصلي فيه، وكان صلى الله عليه وسلم في تلك الساعة يتجهز إلى غزوة تبوك، فاعتذر بأنه على جَناح سفر، وأنه إذا رجع صلى فيه ، لما رجع إلى المدينة من غزوة تبوك ولم يبق عليه إلا ساعات يسيرة ، نزل الوحي، وهو قوله : (( والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل )) : وهم يدعون أنهم إنما اتخذوه رفقا بكبار السن والضعفاء وما أشبه ذلك ، فنهاه الله .
أما مسجد قباء فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج كل يوم سبت إليه راكباً أو ماشياً ويصلي فيه ، ورغَّب صلى الله عليه وسلم في الصلاة فيه ، إذا تطهر الإنسان في بيته وخرج إلى هذا المسجد وصلى فيه ركعتين أو ما شاء الله كان كمن أتى بعمرة.
أهل قباء وصفهم الله تعالى بأنهم يحبون أن يتطهروا، والله يحب المطَّهرين، فقال : (( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه * فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطَّهرين )) كذا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب أثنى الله عليهم بأنهم رجال بمعنى الرجولة الحقيقية وأنهم يحبون أن يتطهروا من الأنجاس والأحداث والذنوب : (( والله يحب المطَّهرين )) أي : الذين يتطهرون.
فسألهم لماذا أثنى الله عليهم ؟
قالوا : ( إنا نتبع الحجارة الماء ) : أيهما التابع وأيهما المتبوع ؟
الماء تابع ، والحجارة متبوعة ، يعني معناه أنهم إذا استجمروا استنجوا بالماء ، إذا استجمروا بالأحجار استنجوا بالماء ، وهذا وجه ثناء الله تعالى عليهم .