وعن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( للمملوك طعامه وكسوته ، ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق ) . رواه مسلم . حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف -رحمه الله- : " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( للمملوك طعامه وكسوته ، ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق ) رواه مسلم " :
للمملوك : يعني بذلك الرقيق من ذكر أو أنثى .
طعامه وكسوته : طعامه يشمل الشراب ، لأن الشراب يسمى طعامًا ، قال الله تعالى : (( فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منه )) .
وتسمية الشراب طعامًا واضحة ، لأنه يُطعم ويذاق ، لكن إذا قيل طعام وشراب اختلف المعنى : صار الشراب للمائع والطعام لغير المائع .
طيب إذًا الطعام هنا يشمل الطعام والشراب ، الأكل والشرب ، نعم .
وقوله : ( للمملوك طعامه ) : لا يخفى أنها جملة خبرية وأن الخبر فيها مقدم للمملوك طعامه ، وهنا لا يراد به الحصر لأن التحدث عن المملوك ، وليس هناك شيء آخر يحترز به منه .
( وكسوته ) : كسوته يعني لباسه ، لأن الإنسان محتاج إلى اللباس لستر العورة ودفع الحر ودفع البرد ، قال الله تعالى : (( وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم )) : وهذا شيء مشاهد ، لأن الجسم لو بقي عاريا في أيام الحر أكله السموم وتأثر ، لكن اللباس يقي الحر .
ففيه فائدتان : الفائدة الأولى : ستر العورة ، والفائدة الثانية : الوقاية من الحر والبرد .
كما أن فيه إشارة معنوية عظيمة : إلى أن الإنسان لا بد أن يستر عورته المعنوية ، فهو مضطر لستر العورة الحِسية ومضطر لستر العورة المعنوية ، ما هي العورة المعنوية ؟ الذنوب والمعاصي ، كما قال الله تعالى : (( ولباس التقوى ذلك خير )) : فأنت مفتقر إلى أن تكسو عورتك المعنوية كما أنك مفتقر إلى أن تكسو عورتك الحسية ، وهذه من حكمة الله ، البهائم حيث إنه لم تكلف ليس لها لباس ، قد ألبسها الله تعالى ما يليق بحالها ، لكن بنو آدم أراهم الله عز وجل أنهم مضطرون للباس الحسي ، وهم كذلك مضطرون للباس المعنوي . ( للمملوك طعامه وكسوته ، ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق ) : لا يكلف أي لا يُلزم ، لأن التكليف في اللغة : " إلزام ما فيه مشقة " ، وقيل : إنه مجرد الإلزام ، والمعنى : أنه لا يلزم من العمل إلا ما يطيق أي ما يدخل تحت طاقته وقدرته ، فإذا كان صغيرا وقلنا له : احمل هذه الصخرة الكبيرة فهذا حرام لا يجوز ، لماذا ؟ لأنه لا يطيق .
أو قيل له : اعمل ليلا ونهارا ، ولو تنام من الليل والنهار إلا ساعتين هذا أيضا لا يجوز ، وإن كان العمل خفيفًا لكن هذا فيه إرهاق للبدن ، فهو لا يطيق أن يعمل اثنتين وعشرين ساعة من أربع وعشرين ساعة .
فإذًا لا يكلف من العمل إلا ما يطيق قدرا وزمناً ، أما أن يكلفه ما لا يطيق فهذا حرام ، طيب .
للمملوك : يعني بذلك الرقيق من ذكر أو أنثى .
طعامه وكسوته : طعامه يشمل الشراب ، لأن الشراب يسمى طعامًا ، قال الله تعالى : (( فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منه )) .
وتسمية الشراب طعامًا واضحة ، لأنه يُطعم ويذاق ، لكن إذا قيل طعام وشراب اختلف المعنى : صار الشراب للمائع والطعام لغير المائع .
طيب إذًا الطعام هنا يشمل الطعام والشراب ، الأكل والشرب ، نعم .
وقوله : ( للمملوك طعامه ) : لا يخفى أنها جملة خبرية وأن الخبر فيها مقدم للمملوك طعامه ، وهنا لا يراد به الحصر لأن التحدث عن المملوك ، وليس هناك شيء آخر يحترز به منه .
( وكسوته ) : كسوته يعني لباسه ، لأن الإنسان محتاج إلى اللباس لستر العورة ودفع الحر ودفع البرد ، قال الله تعالى : (( وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم )) : وهذا شيء مشاهد ، لأن الجسم لو بقي عاريا في أيام الحر أكله السموم وتأثر ، لكن اللباس يقي الحر .
ففيه فائدتان : الفائدة الأولى : ستر العورة ، والفائدة الثانية : الوقاية من الحر والبرد .
كما أن فيه إشارة معنوية عظيمة : إلى أن الإنسان لا بد أن يستر عورته المعنوية ، فهو مضطر لستر العورة الحِسية ومضطر لستر العورة المعنوية ، ما هي العورة المعنوية ؟ الذنوب والمعاصي ، كما قال الله تعالى : (( ولباس التقوى ذلك خير )) : فأنت مفتقر إلى أن تكسو عورتك المعنوية كما أنك مفتقر إلى أن تكسو عورتك الحسية ، وهذه من حكمة الله ، البهائم حيث إنه لم تكلف ليس لها لباس ، قد ألبسها الله تعالى ما يليق بحالها ، لكن بنو آدم أراهم الله عز وجل أنهم مضطرون للباس الحسي ، وهم كذلك مضطرون للباس المعنوي . ( للمملوك طعامه وكسوته ، ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق ) : لا يكلف أي لا يُلزم ، لأن التكليف في اللغة : " إلزام ما فيه مشقة " ، وقيل : إنه مجرد الإلزام ، والمعنى : أنه لا يلزم من العمل إلا ما يطيق أي ما يدخل تحت طاقته وقدرته ، فإذا كان صغيرا وقلنا له : احمل هذه الصخرة الكبيرة فهذا حرام لا يجوز ، لماذا ؟ لأنه لا يطيق .
أو قيل له : اعمل ليلا ونهارا ، ولو تنام من الليل والنهار إلا ساعتين هذا أيضا لا يجوز ، وإن كان العمل خفيفًا لكن هذا فيه إرهاق للبدن ، فهو لا يطيق أن يعمل اثنتين وعشرين ساعة من أربع وعشرين ساعة .
فإذًا لا يكلف من العمل إلا ما يطيق قدرا وزمناً ، أما أن يكلفه ما لا يطيق فهذا حرام ، طيب .