فوائد حديث : ( عمر رضي الله تعالى عنه أنه كتب إلى أمراء الأجناد في رجال غابوا عن نسائهم ... ) . حفظ
الشيخ : فيستفاد من هذا الحديث فوائد :
الفائدة الأولى : مراسلة الإمام أمراءَه في الأمر الذي يقتضي المراسلة من أين يؤخذ ؟ من أنه كتب إلى أمراء الأجناد .
ومن فوائد الحديث : عناية عمر بن الخطاب بالرعية ، حيث كان يتفقد أحوال الرعية إلى أنه يتفقد النساء رضي الله عنه .
ومن فوائده : أن الإنسان يطالب بالنفقة فإن أبى ألزم بالطلاق ، لقوله : ( يأخذوهم بأن ينفقوا أو يطلقوا ) : وهو كذلك على القول الراجح ، وقد علمتم الخلاف في هذه المسألة ، لكن القول الراجح أن للزوجة أن تطلب الفسخ .
ومن فوائد هذا الحديث : أن نفقة الزوجة لا تسقط بمضي الزمان لقوله : ( فإن طلقوا بعثوا بنفقة ما حبسوا ) ، ووجه ذلك أن الإنفاق على الزوجة معاوضة عن الاستمتاع بها ، فإذا كان معاوضة فإنه يجب على الزوج أن يدفع نفقة ما مضى ، لأنها تثبت في ذمته .
فإن قال قائل : كيف يدفع نفقة ما مضى وهو لم يستمتع بها ؟ نقول : لأن هذا مِن قبله هو ، هو الذي سافر ، أما لو كانت هي التي نشزت وسافرت فليس لها شيء ، لكن لما كان هو الذي سافر فإنها هي معذورة ، هي باذلة نفسها ليس عندها أي امتناع ، فتطالب بنفقة ما مضى .
طيب وهل القريب مثلها يطالب بنفقة ما مضى ؟ مثل أن يغيب عنه قريبه وينفق هذا على نفسه بالاستدانة من الناس فهل على القريب أن يقضي هذا الدين الذي كان بسبب النفقة ؟
يقول العلماء : لا ، لا يلزمه نفقة ما مضى بالنسبة للقريب ، لأن هذا مجرد إحسان يفوت بفوات وقته .
نعم لو فُرض أن هذا القريب استدان على مَن تجب عليه النفقة بنية الرجوع فحينئذ يرجع لأنه قضى عنه شيئاً واجباً .