وعنه رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالباءة وينهى عن التبتل نهياً شديداً ، ويقول : ( تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة ) . رواه أحمد وصححه ابن حبان ، وله شاهد عند أبي داود والنسائي وابن حبان من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه . حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف : وعنه يعني عن أنس رضي الله عنه ، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالباءة، وينهى عن التبتل نهيًا شديدًا ).
( كان يأمرنا ) يقول الأصوليون: إن كان تفيد الدوام غالباً إذا كان خبرها فعل أي تدل على أن خبرها يدوام عليه غالباً وليس دائمًا، والدليل أنه ليس دائماً أن من الصحابة من يقول : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة بسبح والغاشية ) وآخرون يقولون: ( كان يقرأ بالجمعة والمنافقين ) ولو قلنا: إن كان تفيد الدوام دائماً لكان بين الحديثين تعارض، ولكن هذا يدل على أن كان تفيد الدوام إيش؟ غالبًا، ثم هل هذا مستمر أو غير مستمر؟ هذا يؤخذ من دليل آخر، يؤخذ من دليل آخر.
قال: ( كان يأمرنا بالباءة ) الباءة النكاح لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من استطاع منكم الباءة فليتزوج ).
( وينهى عن التبتل ) طيب الأمر والنهي ضدان، لأن الأمر طلب الفعل، والنهي: طلب الكف فهما متضادان.
وقوله: ( التبتل ) يعني الانقطاع عن النكاح ينهى عنه نهياً شديداً، يعني أنه يشدد في النهي عنه.
ويقول إضافة إلى الأمر بالباءة: ( تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة ) رواه أحمد وابن حبان وله شاهد إلى آخره
( تزوجوا الودود الولود ) الأمر هنا لصفة من يطلب تزوجها من النساء.
( الودود ) يعني كثيرة المودة التي تتودد للزوج، لأن من النساء من يتودد للزوج بلين الكلام والتجمل وغير ذلك من أسباب المودة، ومن النساء من تكون بالعكس، بعض النساء اذا دخل زوجها وصدره ضائق فعلت ما يوسع صدره حتى يُسَر ويزول عنه ضيق الصدر، وبعض النساء إذا دخل زوجها وهو ضائق صدره مكتم كتمت في وجهه فزادته بلاء وسوء، الأولى نسميها ودوداً والثانية بغوضاً، نعم الثانية في الحقيقة توجب أن يبغضها زوجها، فالرسول عليه الصلاة والسلام أمر أن نتزوج الودود، والحكمة من ذلك ليس هو الاقتصار على السعادة الزوجية فقط، بل الحكمة من ذلك: أن الإنسان إذا ودّ زوجته أحب ملاقاتها، وبملاقاتها يكثر النسل: ولهذا قال بعده: ( الولود ) يعني: كثيرة الولادة، ومن المعلوم أن الناس يتزوجون أبكارا وثيبات، الثيب معروف أنها كثيرة الولادة، لأنها سبق أن ولدت مثلا، والبكر غير معروفة بكثرة الولادة في نفسها لكنها تُعرف بكثرة الولادة بأقاربها، وذلك لأن الوراثة كما تكون في الخُلق الظاهر تكون كذلك في الخُلق الباطن، وكذلك تكون في الخصائص الجسدية، فإذا كانت المرأة من أناس تعرف نساؤهن بكثرة الولادة فهي ولود، ولو كانت بكرًا اعتباراً بحال قريباتها.
وقوله: ( فإني مكاثر ) مكاثر يعني مباه بكم الأنبياء أينا أكثر هو أو غيره، ومن المعلوم أن أتباع النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الأتباع وأنه لا نبي أكثر أتباعاً منه، وفي الرؤيا التي أريها النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه الأمم ورأى النبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، رفع له سواد عظيم فظن أنه أمته، فقيل له: هذا موسى وقومه، ثم رفع رأسه فإذا سواد عظيم قد سد الأفق أكثر من الأول، فقيل: هذه أمتك. وقال: ( إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة )، وكل الأمم نصف، وهذه الأمة نصف، وأخبر أن الجنة مائةٌ وعشرون صفاً، وأن هذه الأمة ثمانون صفا، فتكون هذه الأمة بمقدار الثلثين، لكن كيف تكون بمقدار الثلثين لابد من سبب، من أسباب ذلك كثرة النسل في الأمة، فإذا كثر النسل في الأمة كثرت الأمة.
( كان يأمرنا ) يقول الأصوليون: إن كان تفيد الدوام غالباً إذا كان خبرها فعل أي تدل على أن خبرها يدوام عليه غالباً وليس دائمًا، والدليل أنه ليس دائماً أن من الصحابة من يقول : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة بسبح والغاشية ) وآخرون يقولون: ( كان يقرأ بالجمعة والمنافقين ) ولو قلنا: إن كان تفيد الدوام دائماً لكان بين الحديثين تعارض، ولكن هذا يدل على أن كان تفيد الدوام إيش؟ غالبًا، ثم هل هذا مستمر أو غير مستمر؟ هذا يؤخذ من دليل آخر، يؤخذ من دليل آخر.
قال: ( كان يأمرنا بالباءة ) الباءة النكاح لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من استطاع منكم الباءة فليتزوج ).
( وينهى عن التبتل ) طيب الأمر والنهي ضدان، لأن الأمر طلب الفعل، والنهي: طلب الكف فهما متضادان.
وقوله: ( التبتل ) يعني الانقطاع عن النكاح ينهى عنه نهياً شديداً، يعني أنه يشدد في النهي عنه.
ويقول إضافة إلى الأمر بالباءة: ( تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة ) رواه أحمد وابن حبان وله شاهد إلى آخره
( تزوجوا الودود الولود ) الأمر هنا لصفة من يطلب تزوجها من النساء.
( الودود ) يعني كثيرة المودة التي تتودد للزوج، لأن من النساء من يتودد للزوج بلين الكلام والتجمل وغير ذلك من أسباب المودة، ومن النساء من تكون بالعكس، بعض النساء اذا دخل زوجها وصدره ضائق فعلت ما يوسع صدره حتى يُسَر ويزول عنه ضيق الصدر، وبعض النساء إذا دخل زوجها وهو ضائق صدره مكتم كتمت في وجهه فزادته بلاء وسوء، الأولى نسميها ودوداً والثانية بغوضاً، نعم الثانية في الحقيقة توجب أن يبغضها زوجها، فالرسول عليه الصلاة والسلام أمر أن نتزوج الودود، والحكمة من ذلك ليس هو الاقتصار على السعادة الزوجية فقط، بل الحكمة من ذلك: أن الإنسان إذا ودّ زوجته أحب ملاقاتها، وبملاقاتها يكثر النسل: ولهذا قال بعده: ( الولود ) يعني: كثيرة الولادة، ومن المعلوم أن الناس يتزوجون أبكارا وثيبات، الثيب معروف أنها كثيرة الولادة، لأنها سبق أن ولدت مثلا، والبكر غير معروفة بكثرة الولادة في نفسها لكنها تُعرف بكثرة الولادة بأقاربها، وذلك لأن الوراثة كما تكون في الخُلق الظاهر تكون كذلك في الخُلق الباطن، وكذلك تكون في الخصائص الجسدية، فإذا كانت المرأة من أناس تعرف نساؤهن بكثرة الولادة فهي ولود، ولو كانت بكرًا اعتباراً بحال قريباتها.
وقوله: ( فإني مكاثر ) مكاثر يعني مباه بكم الأنبياء أينا أكثر هو أو غيره، ومن المعلوم أن أتباع النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الأتباع وأنه لا نبي أكثر أتباعاً منه، وفي الرؤيا التي أريها النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه الأمم ورأى النبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، رفع له سواد عظيم فظن أنه أمته، فقيل له: هذا موسى وقومه، ثم رفع رأسه فإذا سواد عظيم قد سد الأفق أكثر من الأول، فقيل: هذه أمتك. وقال: ( إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة )، وكل الأمم نصف، وهذه الأمة نصف، وأخبر أن الجنة مائةٌ وعشرون صفاً، وأن هذه الأمة ثمانون صفا، فتكون هذه الأمة بمقدار الثلثين، لكن كيف تكون بمقدار الثلثين لابد من سبب، من أسباب ذلك كثرة النسل في الأمة، فإذا كثر النسل في الأمة كثرت الأمة.