فوائد حديث : ( تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة ) . حفظ
الشيخ : يستفاد من هذا الحديث فوائد عظيمة :
أولاً : وجوب النكاح لقوله: : ( يأمرنا بالباءة ) والأصل في الأمر الوجوب، ويؤيد ذلك أنه ينهى عن التبتل نهياً شديداً، والتبتل ضد النكاح، فإذا كان ينهى عنه تهياً شديداً صار الأمر بالباءة أمراً أكيداً، يتأكد وهذا القول هو الراجح أن النكاح واجب على الإنسان لكن بشرط القدرة، فإن لم يكن قادراً فإنه لا يجب لقوله تعالى: (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )).
ومنها من فوائد هذا الحديث: النهي عن التبتل، فالإنسان لا يتبتل حتى لو فُرض أنه تزوج وأتى بالواجب ثم ماتت زوجته أو فارقها بطلاق أو غيره فإنه ينهى أن يتبتل، لأن بعض الناس ربما يتدين بعد زواجه ثم يقول: ما لي وللنساء، فيطلق زوجته، فنقول له: هذا حرام عليك أن تتقرب إلى الله بترك النكاح، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من رغب عن سنتي فليس مني ) ونهى عن التبتل نهياً شديداً.
ومن فوائد هذا الحديث: أن النهي ينقسم إلى شديد وخفيف، فالنهي الخفيف يقتضي الكراهة، والشديد يقتضي التحريم.
طيب ومن فوائد هذا الحديث: أن الأوامر والنواهي تتفاضل فبعضها أوكد من بعض، يعني بعض المنهيات وبعض المأمورات أوكد من بعض، لقوله: ينهى نهيا شديدا وقد عرفتم أن الذنوب تنقسم صغائر وكبائر، الصغائر تتفاوت، وكذلك الكبائر تتفاوت.
ومنها : مشروعية انتقاء المرأة الودود الولود الودود الولود من قوله : ( تزوجوا الودود الولود )، فإن قال قائل: إذا تعارض الموادة والولادة مع الدين فأيهما يقدم؟
الطالب : الدين .
الشيخ : قلنا: الدين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اظفر بذات الدين تربت يمينك ).
طيب ومنها من فوائد هذا الحديث: أنه كلما كانت المرأة أقوى وداً للرجل كان ذلك أسعد للحياة، ويؤيد هذا قوله تعالى:(( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً )) لتقوي هذا السكون وهو كذلك، ووجهه: أن المودة محلها القلب والقلب مدبر الأعضاء، إذا صلح صلحت، وإذا فسد فسدت، وإذا أحب أحبت، وإذا كره كرهت، فهو المدبر، فإذا ألقى الله الود بين المرأة وزوجها حصل لهما من الألفة والسعادة ما لا يحصل لو كان الأمر بالعكس.
ومن فوائد الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم يباهي الأنبياء بأمته لقوله: ( فإني مكاثر بكم ) ولهذا ذكر العلماء رحمهم الله من فوائد النكاح: تحقيق مباهاة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته، ونحن يسعدنا كثيراً أن نسعى لما يحقق رغبة النبي صلى الله عليه وسلم ومباهاته بأمته.
ومن فوائد هذا الحديث: تشوف الشارع إلى كثرة الأولاد لقوله: ( الولود ) وذلك لأن في كثرة الأولاد عزا للأمة واستغناء بنفسها عن غيرها وهيبة لها، وقد منّ الله على بني إسرائيل بالكثرة فقال: (( وجعلناكم أكثر نفيرًا )) وذكّر شعيب قومه بذلك فقال: (( واذكروا إذ كنتم قليلًا فكثركم )).
ويتفرع على هذه الفائدة: أن الدعوة إلى تقليل النسل ما هي إلا دعوة من كافر أو جاهل من كافر يريد تقليل الأمة الإسلامية أو جاهل لا يدري ماذا يترتب على كثرة النسل، أو إنسان ليس له هم إلا الشهوة يريد أن تتفرغ زوجته لقضاء وطره منها وليس بسائل أن يكثر الأولاد أو يقل الأولاد، ونحن نشاهد كثيراً من الناس اليوم مع الأسف يحرصون على تقليل الأولاد يقولون: لأن هذا يتمتع الإنسان بزوجته أكثر وتتفرغ الزوجة لزوجها أكثر، وإذا كانت موظفة قال تتفرغ لوظيفتها أكثر وهذا كله نظر قاصر، فالأولاد كلهم خير ويفتح الله عليك من أبواب الرزق ما لا يخطر على بالك بسبب أولادك، لأن الله يقول: (( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها )).
حتى صار بعضهم يستعمل ما يُعرف عند النساء بحبوب منع الحمل، وهذه ضارة من الناحية الطبية ومانعة لمقصود الشرع من كثرة النسل نعم.
ومن فوائد هذا الحديث: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تكثير أمته، لأنه أمر وعلل، أمر بتزوج الودود الولود وعلل ذلك بأنه يكاثر بهذه الأمة الأنبياء يوم القيامة.
ومن فوائدها: أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يتباهون أيهم أكثر تابعاً، لماذا؟ لأنه كلما كثُر أتباع النيي كثُر أجره كلما كثر أتباعه كثر أجله لأنهم إذا اتبعوه وعملوا بشريعته فإن له أجر هذا العامل ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة )
ثم قال وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ) .
الطالب : الشاهد؟
الشيخ : الشاهد تقوية فقط ما يحتاج شرح ، إذا أحببت نشرح شاهد نعم.
" وله شاهد عند أبي داود والنسائي وابن حبان من حديث معقل ابن يسار " أولاً الشواهد والمتابعات تقوي الحديث، تقوي الحديث، فالمتابعات متابعة الراوي في السند إلى منتهاه، والشواهد أن يأتي حديث بمعنى الحديث المشهود له لكن من طريق آخر، فهنا حديث معقل بن يسار والأول حديث أنس، فالشاهد يكون بمعنى الحديث المشهود له، والمتابعة تكون في السند، وقسمها العلماء إلى متابعة قاصرة ومتابعة تامة، فإن كانت في شيخ الراوي فهي متابعة تامة، وإن كانت فيمن فوقه فهي متابعة قاصرة، مثال ذلك: حدثنا واحد عن اثنين عن ثلاثة عن أربعة عن خمسة، وواحد ضعيف فيأتي إنسان ويقول حدثنا شخص آخر غير رقم واحد عن اثنين عن ثلاثة عن أربعة عن خمسة فهذا المتابِع يوافق المتابَع في شيخه، نقول: هذه متابعة تامة، لأنه تابعه في السند كله، فإن جاء واحد وقال: حدثني فلان عن رقم ثلاثة أربعة عن خمسة عن أربعة عن خمسة فهذه متابعة قاصرة، والغرض منها تقوية رواية هذا الضعيف، والشاهد تقوية الحديث كله، ولا نحتاج إلى المتابعات والشواهد إلا في الأحاديث الضعيفة، لأن الأحاديث الصحيحة لا تحتاج لشاهد ولا متابع، لكن نعم إذا وجد شاهد قواه بلا شك إنما نحتاج في الأحاديث الضعيفة إلى شاهد أو متابع من أجل أن يرتفع إلى درجة الحسن.