فوائد حديث : ( لا تنكح الأيم حتى تستأمر ... ) . حفظ
الشيخ : فيستفاد من هذا الحديث: تحريم نكاح أو إنكاح الثيب حتى تستأمر من أين يؤخذ التحريم ؟ من قوله : ( لا تنكح ) لأنه نفي بمعنى النهي، والنفي إذا كان بمعنى النهي زاده تأكيداً، كيف ذلك؟ لأنه إذا صيغ بصيغة النفي فالنفي خبر وليس إنشاءً، فكأنه يقول: إن هذا الأمر أمر مفروغ منه لا يمكن أن يقع، ولذلك قال أهل البلاغة: إن إتيان النهي بصيغة النفي أو الأمر بصيغة الخبر يكون أشد تأكيدا، لأنه بمنزلة أن يقال: إن المنهي عنه صار أمرا منتفيا، وإن المأمور به صار أمراً واقعاً، أفهمتم يا جماعة الآن ؟ إذن التحريم أخذناه من كلمة ( لا تنكح ).
فإن قال قائل: هذا نفي.
قلنا: هو بمعنى النهي.
فإن قال: ما هي البلاغة، أو ما هي الحكمة في أن يأتي النهي بصيغة النفي؟ فالجواب: لأن هذا أبلغ في التأكيد، كأن المنهي عنه صار أمراً منتفيًا لا وجود له.
طيب من فوائد الحديث: حكمة الشرع في التفريق بين الثيب والبكر.
ومن فوائده: مراعاة العلل في الأحكام مراعات العلل فيالأحكام ، العل والمعاني في الأحكام، ووجهه: أنه إنما فرق بين البكر والثيب، لأن البكر تستحيي غالباً ولا تتمكن من المشاورة والائتمار فجعل لها الإذن فقط.
ومن فوائد هذا الحديث: اشتراط الرضا من الزوجة ولو كان المزوج الأب، ووجهه: أن هذا النهي ليس فيه استثناء، وإذا لم يكن فيه استثناء فالأصل إيش؟ الأصل العموم، فالأب لا يزوج ابنته البكر إلا بإذنها ولا الثيب إلا بإذنها كغيره من بقية الأولياء.
ويستفاد من هذا الحديث بالقياس: اشتراط رضا الزوج، وأنه لو زُوج عن إكراه فإن النكاح لا يصح، وهل يمكن أن يزوج عن إكراه؟
الطالب : نعم .
الشيخ : يمكن، لأن بعض الناس يجبر ابنه على أن يتزوج بنت أخيه أي بنت أخ الأب وهي بنت عمه ، يجبره ويقول: لابد، فإذا أجبره وتزوج ابنة عمه جبراً فإن النكاح لا يصح.
نعم ما تقولون في رجل استأذن ابنته البكر قال: إن فلاناً خطبك فهل نزوجك به؟ قالت: نعم أنا لا أطلب إلا مثل هذا الرجل والحمد لله الذي أرشده إلي هل يزوجها؟
الطالب : نعم من باب أولى .
الشيخ : نعم من باب أولى، لكن الظاهرية يقولون: لا يزوجها، لماذا؟ لأن الرسول قال: ( إذنها أن تسكت) وهذه ما سكتت، سبحان الله هذه امرأة تقول: زوجوني نقول والله ما نزوجك وإذا واحدة سكتت نقول ما نزوجها، أيهما أولى؟ طي لو ضحكت ، استأذنها أبوها فضحكت؟
الطالب : تزوج .
طالب آخر : أحسنت من السكوت .
الشيخ : أحسنت من السكوت ، طيب ما يخالف ، نجيب مثال آخر استأذنها فبكت ؟
الطالب : ...
الشيخ : هذا ينظر، على كل حال: العلماء اختلفوا في هذه المسألة ، في المسألتين جميعاً فبعضهم قال: إذا ضحكت فإنه ليس بإذن، لأنها قد تضحك تعجباً من حال أبيها، كأننها تقول كيف تزوجني كيف تبيني أروح عن بيتي فيكون الضحك ضحك استنكار وليس ضحك إقرار، ومنهم من قال: بل إن هذا إذن، لأن الضحك يدل على الانبساط والفرح والسرور نعم فهو أبلغ من السكوت، طيب التي بكت أيهما أقرب البكاء هل هو أقرب للمنع ولا للإذن؟
الطالب : للإذن .
الشيخ : والله الظاهر أنه للمنع أقرب لكن مع ذلك يقول الفقهاء رحمهم الله ولو ضحكت أو بكت فهو إذن، لكن الي يظهر أنها إذا بكت فإنها لا تريد أن تتزوج، نعم وقد يكون البكاء من الفرح، ولكن الأقرب أنه ليس بإذن، لكن لو قال: أنت لا تبكين ماذا تقولين؟ فسكتت حينئذٍ يكون إذناً نعم.