فوائد حديث : ( لا ينظر الله إلى رجل أتى رجلاً أو امرأة في دبرها ) . حفظ
الشيخ : يستفاد من هذا الحديث: أن من أتى امرأة في دبرها فإن الله لا ينظر إليه، وعلى هذا فيكون إتيان المرأة في دبرها من كبائر الذنوب، ولكن إذا أتى امرأة من الدبر فهل ينفسخ النكاح؟ قلنا: لا ينفسخ ولكن للزوجة أن تطالب بالفسخ، لأن هذا من سوء العشرة، أما مَن عرف به، بهذا الفعل وكان يفعله باستمرار فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية يجب أن يفرق بينه وبين امرأته، لأن هذه معصية، ولا تجوز المعاشرة منهما على هذا الوجه.
هذا الحديث يعتبر شاهداً للحديث الذي قبله، لأن كلاً منهما يدل على الوعيد فيمن أتى امرأة في دبرها، وعلى هذا فيكون شاهدًا للحديث الأول مقويًا له، ولم يُذكر عن أحد من الأئمة أنه أجاز وطء المرأة في دبرها، وما يروى عن الشافعي رحمه الله في ذلك فقد أنكره أصحابه وكذبوه، وكذلك ما يروى عن مالك فقد أنكره أصحابه وكذبوه، والمروي عنهم محمول على ما إذا أتى الإنسان امرأة في قبلها من دبرها، هذا هو المروي عنه وما سوى ذلك فإنه لا يصح، وقد ذكرنا فيما سبق أنه يمكن أخذ تحريم هذا من من إيش؟ من تحريم الوطء في الحيض لقوله تعالى: (( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى)) والأذى الذي في الدبر أشد وأخبث من الأذى الذي في القبل حال الحيض.