فوائد الحديث : ( أمهلوا حتى تدخلوا ليلاً يعني عشاء ، لكي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة ) . حفظ
الشيخ : لقوله: ( لكي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة ).
ومن فوائد هذا الحديث: جواز كون الإنسان أشعث، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال ذلك مقررًا له، وإلا لكان ينهى عن هذا، ولكنه وإن كان جائزًا فالأولى للإنسان ألا يكون كذلك، أن لا يكون أشعث إذا رآه إنسان نفر منه، لأن بعض الناس مثلًا يتخذ شعر يتخذ الشعر ولكنه باتخاذه الشعر يجعل الشعر أشعث أغبر، إذا رأيته ربما تهرب منه وهذا لا ينبغي، كان النبي عليه الصلاة والسلام يتخذ الشعر ولكنه يرجله حتى إنه يروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من كان له شعر فليكرمه )، وهذا خلاف ما يرويه العامة من قولهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أكرموا اللحى وحفوا الشوارب ) بعض العامة لا استغفر الله ، يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم : أكرموا اللحى وأهينوا الشوارب ، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل هكذا، ولهذا قال بعض الفسقة: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أكرموا اللحى ) فنقول: سمعًا وطاعة نكرمها بحلقها، لأن بقاء الشعر عليها يلوثها فتطهيرها أحسن هذا إكرام. أقول: إن الباطل قد يبني عليه باطل، هم لما قالوا هذا الكلام قالوا: إذا كان الرسول قال: هكذا فسمعاً وطاعة، وهذا إكرام اللحى، ولكن نقول: هذا الحديث باطل ولا يجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وغاية ما روي أنه قال: ( من كان له شعر فليكرمه ) يعني: بالترجيل والتنظيف حتى لا يبقى الشعث يبقى مغبر يكون سببًا لتولد الهوام، فالحاصل: أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقر هذه الحال لكنها مع ذلك لا تنبغي ( إن الله جميل يحب الجمال ) فكون الإنسان يترك نفسه هكذا هذا أمر غير مقبول.
ومن فوائد هذا الحديث: مراعاة حال الأهل ألا يأتيهم الإنسان على غرة ويكونون على حال يتقزز منه، عرفت بل الذي ينبغي للإنسان أن يأتي أهله وهم في أحسن هيئة توجب المودة والمحبة وانظر إلى حكمة الشارع كان النبي عليه الصلاة والسلام يأمر أهله إذا أراد المباشرة وهي حائض يأمرهم أن يتزروا، لماذا؟ لئلا يرى منها ما يكره من آثار الدم فكان يأمر النبي عليه الصلاة والسلام عائشة فتتزر فيباشرها وهي حائض لئلا يرى منها ما تكرهه النفس فينطبع في نفسه التقزز منها.
من فوائد هذا الحديث: أن الإنسان ينبغي له إذا أطال الغيبة ألا يطرق أهله ليلًا ما لم يتقدم خبر منه لهم، فإن تقدم خبر منه لهم فلا بأس، يعني: مثلا لو قال: سأقدم البلد في الرحلة التي تأتي في الساعة الحادية عشرة أو الواحدة مثلاً فهذا إيش؟ هذا جائز، لأنهم سوف يكونون مستعدين له متهيئين له، والمحظور كل المحظور هو أن يأتيهم على حال غير مرغوب فيها.