فوائد الحديث : ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه ، فأبت أن تجيء فبات غضبان ... ) . حفظ
الشيخ : في حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أتى الرجل امرأته " إلى آخره :
يستفاد منه: أن أمر الجماع راجع إلى الزوج لقوله: ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه ).
ومن فوائده: أنه ينبغي أن يكنى عما يستحيا من ذكره بما يدل عليه، حيث قال: ( إذا دعا امرأته إلى فراشه ) ، لأن المراد من هذه الدعوة معلوم، وليس المراد إذا دعاها إلى فراشه تفرشه له أو تنظفه له أو ما أشبه ذلك، فينبغي التكنية عما يستحيا من ذكره بما هاه بما يدل عليه .
ومن فوائده، من فوائد هذا الحديث: أن تخلّف المرأة عن إجابة دعوة الزوج إلى فراشه مِن كبائر الذنوب، وذلك لأنه رتّب عليه عقوبة وهي لعن الملائكة لها أو سخط الله عليها.
ومن فوائد ذلك: أن هذا مشروط بما إذا بات الرجل غضبان، أما إن استرضته فرضي فإن هذه العقوبة تزول، يؤخذ هذا من قوله: ( فبات غضبان ).
ومن فوئد هذا الحديث: إثبات الملائكة وأنهم مسخرون إما بالدعاء على البشر أو بالدعاء لهم:
أما الدعاء على البشر فكما سمعتم.
وأما الدعاء لهم فكما في قوله تعالى: (( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً )) هذا في القرآن.
وفي السنة قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فيمن توضأ في بيته فأسبغ الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة ، ثم صلى إذا دخل المسجد ما كُتب له، ثم جلس ينتظر الصلاة فإن الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه تقول: اللهم صلّ عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه ) .
ومن فوائد هذا الحديث: إثبات أن الله تعالى في السماء لقوله: ( كان الذي في السماء )، وكون الله في السماء من الصفات الذاتية التي لم يزل ولا يزال متصفا بها، أما استواؤه على العرش فهو من الصفات الفعلية المتعلقة بمشيئته، لأنه لو شاء لم يستوِ على العرش، ولو شاء لم يخلق العرش أصلا، وإذا استوى على العرش فلو شاء لم يستو عليه، ولهذا يخطئ بعض العلماء بل بعض طلبة العلم الذين يقولون: إن الصفة الفعلية إذا فعلها الله صارت صفة ذاتية، فإن هذا خطأ، لأن الصفة الفعلية متعلقة بمشيئته إيجادًا وتركًا، لو شاء لتركها لو اقتضت حكمته أن يتركها لتركها، كما نقول في النزول إلى السماء الدنيا حين يبقى؟ الطالب : ثلث الليل الآخر .
الشيخ : فإذا طلع الفجر ها ؟
زال النزول، لا يكون الله نازلا إذا طلع الفجر لا يكون الله نازلا إلى السماء الدنيا .
ومن فوائد هذا الحديث: إثبات السخط لله عز وجل لقوله: ( كان ساخطا عليها ).
والسخط من الصفات الفعلية، لأن كل صفة لله ذات سبب فهي صفة فعلية، ووجه ذلك أن الصفة المعلقة بسبب لا تكون إلا إذا وجد السبب إذن فهي متعلقة بالمشيئة فتكون من الصفات الفعلية.
فإن قال قائل: قلتم إن شأن الجماع موكول إلى الزوج، فما تقولون فيما لو طلبت الزوجة ذلك وأبى عليها فغضبت، هل يستحق هذا الوعيد؟
الجواب: لا، لا يستحق الزوج هذا الوعيد، نعم ولكن يجب على الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف، وأن يجامعها بما جرى به العرف، وهذا يختلف باختلاف المرأة وباختلاف الرجل وباختلاف حال الإنسان، فالإنسان المشغول ليس كالإنسان المتفرغ، والإنسان المريض ليس كالإنسان الصحيح، وهكذا نقول:
إن للمرأة حقا في طلب الجماع ولكن ليس كحق الرجل ، الرجل هو الذي له الشأن في هذا ، لكن هي لها حق أيضا نعم.