ثم سألوه عن العزل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ذلك الوأد الخفي ) . رواه مسلم حفظ
الشيخ : يقول : ( ثم سألوه عن العزل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك الوأد الخفي ) :
أفادنا صلى الله عليه وسلم بقوله : ( ذلك الوأد الخفي ) :
أن الوأد نوعان : ظاهر ، وخفي.
فالظاهر ما كانت الناس تفعله في الجاهلية أن يدفن الإنسان ابنته وهي حية خوفا من العار، وذكرنا أن طائفة من العرب تدفن الأولاد الذكور والإناث وهم أحياء خوفا من الفقر، وأن كلا الأمرين باطل منكر، وهو يخالف حتى عادة الحيوانات، حتى عادة الحيوانات ليست هكذا، تجد البهيمة ترفع حافرها عن ولدها مخافة أن تصيبه، وتدافع عن الولد، لو أنك أتيت هرة وهي على أولادها ترضعهم ماذا تفعل معك؟
ها؟ تهاجمك، تهاجم مهاجمة خوفًا على أولادها، ثم تسمعها تأمر أولادها بالتغذي، تحن لهم حنا معينا يعني ادخلوا مساكنكم من أجل ألا يصيبهم أذى هذا وهي بهيمة ، كيف والعياذ بالله يجي إنسان بشر يدفن ابنته وهي حية أو يقتل ولده خوفا من الفقر.
أما الوأد الخفي : فهذا فسره النبي عليه الصلاة والسلام : بالعزل ، عزل الرجل عن المرأة وأد خفي ، لأنه فيه شيء من الحيلولة دون وجود الأولاد ، لأن العزل مِن أسباب عدم الولد ، وإن كان الله عز وجل إذا أراد أن يخلقه ما منعه أحد ، لكنه لا شك أنه من أسباب منع الولد ، ففيه شبه من الوأد وإن كان ليس كالوأد لأن الوأد يدفنه وهي حية ، أما هذا فيمنع الحياة فيها ، فيمنع الحياة وفرق بين المنع وبين الرفع.
العلماء يقولون: إن المنع أو الدفع أسهل من الرفع.