فوائد حديث : ( كذبت اليهود ، لو أراد الله أن يخلقه ما استطعت أن تصرفه ) . حفظ
الشيخ : أما هذا الحديث فكما عرفتموه في قصتهم ففيه عدة فوائد :
أولًا: فيه بيان أن الإنسان إذا تكلم بما يستحيا منه طلبا للحكم فلا بأس به من أين تؤخذ من قوله ؟ وأنا ؟
الطالب : ( أريد ما يريد الرجال ) .
الشيخ : لا ، إنما قصده التصريح : ( وأنا أعزل عنها ) ، لأن هذا صرح بأنه يعزل .
فيستفاد منه: أن ما سبق لنا أن من شر الناس منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه فينشر سرها أنه ما لم يكن هناك حاجة ، لأن هذا فيه نوع من السر .
ومن فوائده: أنه يجوز للإنسان أن يَكره ما يكون عليه فيه ضرر مالي ولا يقال: إن هذا تكالب على الدنيا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقرّ الرجل على قوله : ( وأنا أكره أن تحمل ).
طيب ومن فوائده: أنه يجوز العدول عن تكثير الأولاد إذا كان هناك سبب شرعي، لأنه إذا كره من جاريته أن تحمل قلّ أولاده منها، مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحث على كثرة الأولاد.
فنقول: إذا كان تقليل الأولاد لمصلحة شرعية فلا بأس.
ومن فوائده: الكناية عن الشيء الذي يستحيا منه إذا لم تدع الحاجة إلى التصريح، لقوله : ( وأنا أريد ما يريد الرجل ) ، فهنا لا حاجة للتصريح حيث صرّح فيما قبل بأنه كان يجامع ويعزل .
ومن فوائده: اعتبار أقوال من عنده علم، وإن كان كافراً ، لقوله : ( إن اليهود تحدثوا أنه موؤدة الصغرى ) ، فلولا أن لهذا القول تأثيرا في نفوسهم ما ذكره للرسول عليه الصلاة والسلام .
ومن فوائده: أنه إذا حدثك من تشك في خبره أو في حكمه أو في فتواه فإن لك أو يجب عليك أن تسأل من يزيل الشك ، لأن الصحابي لما حدثه اليهودي بذلك سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا .
ومن فوائد هذا الحديث: الإشارة إلى جواز العزل، وذلك بتكذيب النبي صلى الله عليه وسلم لليهود .
ومن فوائده: بيان أن الله عز وجل إذا أراد شيئا فإن السبب لمنعه لا يفيد، لقوله : ( لو أراد الله أن يخلقه ما استطعت أن تصرفه )، وما أكثر الذين يعالجون لإزالة الأمراض ولكن يعجزون، وما أكثر الذين يحاولون أن يرتقوا إلى شيء ولكن يعجزون، لأن الله لم يرده، فإرادة الله تعالى فوق كل شيء : (( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله )).