وعن جابر رضي الله عنه قال : كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن ينزل ، ولو كان شيئاً ينهى عنه لنهانا عنه القرآن . متفق عليه . ولمسلم : فبلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم فلم ينهنا عنه . حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف : " وعن جابر رضي الله عنه قال : ( كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن ينزل ) ، ولو كان شيئا ينهى عنه لنهانا عنه القرآن، متفق عليه " :
يقول جابر : ( كنا نعزل ) : وسبق معنى العزل .
وقوله : ( على عهد النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن ينزل ) : على عهده أي على زمنه ، وقوله: ( والقرآن ينزل ) الجملة حالية وهي مؤكدة لما سبق لأنه من المعلوم أنهم إذا كانوا على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فإن القرآن ينزل ولكنها مؤكدة لما سبق، ولو اقتصر على قوله : ( كنا نعزل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ) لكفى ، لكنه أكّد ذلك بأن يقول : إن القرآن لم ينقطع بعد حتى يقال: لعله لم ينقل الحكم لانقطاع الوحي.
وجملة : ( والقرآن ينزل ) إيش ؟
حالا من الفاعل في قوله : ( نعزل ) .
نعم قال : " ولو كان شيئا ينهى عنه لنهانا عنه القرآن " : ولو كان شيئا أي: ولو كان العزل شيئا ، فاسم إن مستتر، وهذه الجملة فيها !
الطالب : كان
الشيخ : كيف كان .
الطالب : كان مستتر .
طالب آخر : أنت قلت إن يا شيخ.
الشيخ : اسم كان نعم، واسم كان مستتر وشيئا خبرها منصوب بها.
هذه الجملة تسمى عند أهل الحديث بالاصطلاح إدراجا ، لأنها ليست من كلام جابر ولكنها من كلام سفيان الذي رواه عنه عن جابر رضي الله عنه فتكون هذه الجملة مدرجة، وليست من كلام جابر رضي الله عنه.
وقوله : " ولو كان شيئا ينهى عنه لنهانا عنه القرآن " : أضاف النهي إلى القرآن مع أن القرآن كلام ليس ذاتا تتكلم، بل هو صفة، فيقال: نعم يصح إطلاق أو إضافة الفعل إلى القرآن كما قال الله تعالى: (( إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل ))، مع أن الذي يقص هو الله عز وجل بوصف في القرآن. في هذا الحديث فوائد وهي جواز !
الطالب : وفي رواية مسلم
الشيخ : نعم : " وفي رواية لمسلم: ( فبلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم فلم ينهنا عنه ) " : وهذه الرواية تفيد أن الحديث مرفوع صريحًا لأنه بلغ النبي صلى الله عليه وسلم وأقرّه.