تتمة شرح حديث ( أبي سلمة بن عبدالرحمن أنه قال : سألت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كم كان صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : كان صداقه لأزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشا . قالت : أتدري مالنش ؟ قال : قلت : لا . قالت : نصف أوقية ، فتلك خمسمائة درهم ، فهذا صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه . رواه مسلم . حفظ
الشيخ : ( قالت : كانت اثنتي عشرة أوقية ونشا ) : اثنتي عشرة يقال : اثنتي عشرة ويقال : ثنتي عشرة ، كما يقال : ثنتان واثنتان وابنتان وبنتان والمعنى واحد، ولكني اسأل الآن : عبدالرحمن بن داود ، لماذا قال اثنتي عشرة ولم تقل اثنتا عشرة؟
الطالب : خبر كان.
الشيخ : خبر كان وكيف تعربه؟
الطالب : صداقا اسمه، وثنتي عشرة أوقية خبرها.
الشيخ : كل الدنيا هذه كل الثلاث؟
الطالب : لا ... عشرة نعم مبني .
الشيخ : وش مبني؟
الطالب : تمييز.
الشيخ : مبني تمييز ؟
الطالب : يسمى منصوب الجزأين.
الشيخ : منصوب الجزأين ؟
الطالب : إيه اثنتي عشرة خمسة عشرة.
الشيخ : ماهو منصوب الجزأين.
الطالب : ...
الشيخ : إي.
الطالب : مركبة من جزأين في محل نصب مركب.
الشيخ : إيه لكن الفتح هنا اثنتي عشرة ؟
الطالب : كلها تركيب مركب
الشيخ : إيه لكن الإشكال إذا صار مرفوع كيف نقول ؟
الطالب : اثنتا عشرة.
الشيخ : اثنتا عشرة، والمعروف أن المبني لا يتغير باختلاف العوامل .
الطالب : ليس عامل يعرب على الثاني.
الشيخ : ها؟
الطالب : عل ى الثاني.
الشيخ : يعني يعرب على الثاني ؟ إذن لا بد إنه معرب ، ولهذا ، نعم ؟
الطالب : الأول معرب والثاني مبني.
الشيخ : نعم هم يقولون أن الأول معرب هذا مستثنى ، والثاني لا محل له من الإعراب لأنه بمنزلة التنوين يعني كالتكميم ، وهذا مما يدل على أن اللغة هي الحاجة ، وليست قواعد النحو لأن مثل هذا المثال ما يستطيعون عنه جوابا مقنعا لأنه يقال: المبني على الجزأين قيل لهم: كيف يكون مبني وهو يتغير باختلاف العوامل ، والمعروف أن ما يتغير باختلاف العوامل لا يسمى مبنيا .
وإن قالوا معربا، قلنا: طيب معربا أقرب من كونه مبنيا ، لكن ماذا تقولون في عشرة؟
قالوا: هذه لا محل لها من الإعراب لأنه لا يصح أن يكون مضافا ومضافا إليه لكنها بمنزلة التنوين، يقال لهم: طيب لماذا لم تقولوا بهذا في ثلاث عشرة وتقولون: مركب فهو مبني على فتح الجزأين، على كل حال الذي نرى أن نقول كما قال أظن الكسائي: " قال: أيٌّ كذا خلقت " ، فنقول : هذه اثنتا عشرة نطق بها العرب في حال الرفع بالألف وفي حالي النصب والجر بالياء .
وقوله : " ونشًّا ": كأن أبا سلمة رحمه الله لا يعرف معنى النش، ولهذا قالت له : " أتدري ما النش " إلى آخره .
النش أي: النصف، إذن نقول: النش لغة بمعنى النصف.
فإذا قال قائل: هذا غير معروف قلنا: وليكن غير معروف عندك لكنه معروف عند أم المؤمنين رضي الله عنها التي هي من أفصح النساء .
فيقال: ستة دراهم ونش أي: ونصف ، وهذا لغة عربية صحيحة .
" أتدري ما النش " : يعني أتعلم ماهو ؟
قال: " قلت: لا ، قالت : نصف أوقية " : فإذا كان اثنتا عشرة ونصف أوقية تقول : " فتلك خمسمئة درهم " ، لأن الأوقية أربعون درهما ، فعشرة في أربعين أربعمئة واثنتان في أربعين ثمانين، كذا ؟
والنصف عشرون ، يكون الجميع خمسمئة درهم ، نعم.
( فهذا صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه ) : خمسمئة درهم فقط الدرهم يساوي عندنا شيئا زهيدا ، إذا جعلنا كل مئتي درهم إسلامي ستة وخمسين ريالا عربيا من الفضة كم تكون خمسمئة ؟
الطالب : مئة وأربعين ريال.
الشيخ : مئة وأربعين ؟
الطالب : مئتين وثمانين.
الشيخ : المئتين ست وخمسين اصبر المئتين ست وخمسين كم الجميع ؟
مئة واثنى عشر، وش بقى عندنا نصف ثمانية وعشرين يعني مئة ؟
الطالب : أربعين.
الشيخ : ثمانية وعشرين واثنى عشر أربعين ، مئة وأربعين ، مئة وأربعين صداق الرسول عليه الصلاة والسلام مئة وأربعون ريال بالريال السعودي، ولا شك أن هذا بالنسبة لوقتنا قليل جدا، لكنه بالنسبة لوقت مضى حتى عندنا يعتبر هذا كثيرا، فيما سبق صداق المرأة عندنا ريال واحد، وأحيانا يكون الصداق إذا صار الرجل قصَّابا الكبد كبد الطرف الخروف صداق، هاه الخروف كبد الخروف صداق، يصدقها كبد خروف، عشان يسلقها غدفة تعرفون غدفة خمار يعني يصدقها خمارا، وذكروا أن شخصا أصدق امرأته ريالا، فلما كان الضحى دخل عليها في الليل جلس عندها في الضحى قرع عليه الباب رجل فنزل ليفتح له فلما فتح له تخاصم هو وإياه وارتفعت أصواتهما وقال: لأسجننك إن لم توفيني إن لم توفني سجنتك، ففزعت المرأة زوج ما دخل عليها إلا البارح وهذا يبي يشكيه ويمكن يحبسه مشكل، قالت له: ماذا يريد قالت إنه يطلبني ريال، وإذا الريال الذي عندها قالت: خذ أعطه إياه فخرجت المرأة مجانا، لكن على كل حال طابت نفسها بعد يعني تم العقد فالمهم أن هذا صداق الرسول عليه الصلاة والسلام.