فوائد حديث : ( كان صداقه لأزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشا ... ) . حفظ
الشيخ : نستفيد من هذا الحديث فوائد :
منها حرص السلف على العلم لسؤال أبي سلمة بن عبدالرحمن.
ولكننا نسأل هل سؤال أبي سلمة يقصد به مجرد الاطلاع أو يقصد به الاستدلال لحكم شرعي؟
الثاني لا شك، وهذه كانت أسئلة السلف، لا يسألون عن الشيء إلا من أجل أن يبنوا على هذا السؤال أحكاما شرعية خلافا لما يعتاده كثير من الناس اليوم يسألون للاطلاع فقط، ولهذا تجد بعض الناس يسأل هذا الرجل ويسأل الرجل الثاني والثالث والرابع بمجرد أن ينظر ماذا عنده وهذا خلاف هدي السلف. من فوائد هذا الحديث: جواز مخاطبة الرجل المرأة إذا كان لمصلحة، لأنه إيش؟ هاه خاطب عائشة رضي الله عنها وسألها.
ومن فوائده: جواز تدريس المرأة للرجل، يعني يجوز أن تدرس المرأة رجالا، يمكن؟ من أين يؤخذ؟
قد يقال: إن في أخذها أي هذه الفائدة من هذا الحديث نظرا، لأن هناك فرقا بين أن تنصب المرأة نفسها معلمًا للرجال وبين أن تُسأل عن حكم شرعي والفرق بينهما ظاهر، لأن الأول قد يؤدي إلى الاختلاط، ويؤدي إلى كثرة الكلام، ويؤدي إلى المحاباة، والمرأة كما تعرفون ناقصة العقل، سريعة العاطفة، لو أن الرجل تملّق لها أو ضحك في وجهها لجذبها كما يُجذب الخروف إلى المجزرة، هذا هو الواقع، فلهذا قد يعارض بالاستدلال في هذا الحديث فيقال: هناك فرق بين رجل سأل امرأة عن مسألة شرعية هذا لا بأس ولا أحد يقول: هذا حرام، بخلاف التي تنصب نفسها مدرسا للرجال.
ثم إن هناك فرقاً بين أمهات المؤمنين اللاتي في قلوب الناس لهن من الاحترام والإجلال ما يمنع أن يكون هناك شبهة، ولهذا قال الله لأمهات المؤمنين: (( لا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض )): يعني لن يطمع إلا من في قلبه مرض، أما من قلبه سليم صحيح فإنه لا يطمع .
طيب من فوائد هذا الحديث: أن صوت المرأة ليس بعورة، لأنه لو كان عورة لكانت عائشة تنكر عليه، وهذا أمر كالمقطوع به لدلالة القرآن عليه، ما هي دلالة القرآن ؟
قال الله تعالى: (( ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض )) ، فإن النهي عن الخضوع دليل على جواز ما هو أعم منه ، وهذه قاعدة مفيدة في أصول الفقه : " أن النهي عن الأخص أو نفي الأخص يدل على وجود الأعم " ، لأنه لو كان الأعم منتفيا لكان نفي الأخص نقصًا في البيان ، أو النهي عن الأخص نقصًا في البيان ، ولهذا استدل العلماء بقوله تعالى: (( لا تدركه الأبصار )) على أن الله يُرى قالوا: لأن نفي الإدراك دليل على وجود أصل الرؤية، ولو كانت الرؤية ممتنعة في الأصل لكان الواجب أو لكان مقتضى البلاغة والبيان أن تنفى الرؤية أصلا ، فيقال : لا تراه الأبصار ، واضح يا جماعة ؟
فإذا نهى الله عن الخضوع بالقول دل هذا على جواز أصل القول وأن المرأة لا بأس أن تخاطب الرجال .
ومن فوائد هذا الحديث: جواز إطلاق العام وإرادة الخاص ولا يعد هذا من الكذب من أين يؤخذ ؟
من فعل عائشة رضي الله عنها ، وفعلها حجة ، فإنها أطلقت العام تريد به الخاص ، ولكن لاحظوا أنه لا يجوز إطلاق العام وإرادة الخاص مع احتمال أن يراد العموم، لأن هذا خلاف البيان، بل لابد أن يكون هناك قرينة حالية أو قرينة متصلة أو قرينة منفصلة على أن هذا العموم غير مراد ، أما أن تخاطب الناس بعام وأنت تريد الخاص بدون أن يكون هناك ما يبين ذلك، فهذا لا يجوز.
فهنا ما الذي بيّن أن عائشة لا تريد العموم ؟
الواقع، أن صداق الرسول عليه الصلاة والسلام لجميع زوجاته ليس هكذا، فهي لما قالت: لأزواجه، نعلم أنها تعلم أن بعض أزواجه نعم لم يكن هذا صداقهن. ومن فوائد هذا الحديث: أنه ينبغي للمفتي إذا تكلم مع المستفتي بشيء يظنه جاهلاً به أن يبينه.
ومن فوائد هذا الحديث: أن من طُرق تعليم العلم السؤال، لأنها سألته أولاً: أتدري ما النش ؟ ولم تقل: والنش النصف، بل سألته، لأن الإنسان إذا سُئل تأهبت نفسه لقبول ما يكون جاهلا به بخلاف ما إذا أخبر به رأساً.