وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( شر الطعام طعام الوليمة يمنعها من يأتيها ، ويدعى إليها من يأباها ، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله ) . أخرجه مسلم . حفظ
الشيخ : قال: " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( شر الطعام طعام الوليمة ) " :
شر مبتدأ وطعام الوليمة خبره ، ويجوز العكس أن يكون طعام الوليمة مبتدأ وشر الطعام خبره مقدما .
( يمنعها من يأتيها ) أي : يمنع منها من يأتيها وهم الفقراء.
( ويدعى إليها من يأباها ) وهم الأغنياء.
" ( ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله ) أخرجه مسلم " :
قوله عليه الصلاة والسلام : ( شر الطعام طعام الوليمة ) ليس هذا على إطلاقه، بل هو مقيد بما ذكر بعده وهو :
( يمنعها من يأتيها ويدعى إليها من يأباها ) أي: الوليمة التي لا يدعى إليها إلا الأغنياء ويمنع منها الفقراء فهي شر الطعام .
وأما الوليمة التي يتمشى فيها الإنسان على ما جاءت به السنة فإنها خير الطعام ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بها ، وأقل أحوال الأمر إيش؟ أقلها الاستحباب، وما كان مستحبا لا يمكن أن يوصف بأنه شر.
إذن فقوله: ( شر الطعام طعام الوليمة ) المراد إيش؟
الوليمة التي يدعى إليها الأغنياء ويترك الفقراء.
طيب في هذا الحديث فوائد، فمن فوائده:
أنه إذا كانت الوليمة يدعى إليها الأغنياء ويترك الفقراء صارت شر الطعام، ولكن هل يأثم الإنسان بذلك أو لا؟
إذا كان هناك حاجة شديدة للفقراء فإنه يأثم، وإلا فلا يأثم .
ومن فوائد هذا الحديث: وجوب إجابة الدعوة إلى الوليمة، لقوله: ( ومن لم يجب فقد عصى الله ورسوله ) .
ومن فوائده: أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ مِن الله، لقوله: ( فقد عصى الله ورسوله )، ونحن لا نرى في القرآن أن الله أمر بإجابة الدعوة في الوليمة، وإنما الذي أمر مَن؟
الرسول عليه الصلاة والسلام، فيكون أمر الرسول من أمر الله عز وجل.
ومن فوائد هذا الحديث: جواز قرن الرسول عليه الصلاة والسلام مع الله في الأحكام الشرعية، لقوله : ( فقد عصى الله ورسوله ) وأمثلة هذا كثيرة ، بخلاف الأمور الكونية المتعلقة بالربوبية فإنه لا يجوز أن يقرن اسم الرسول باسم الله بحرف يدل على الاشتراك ، ولهذا لما قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : ( ما شاء الله وشئت قال: أجعلتني لله ندا ) .
أما الأمر الشرعي ففي القرآن كثير : (( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول )) ، (( وأطيعوا الله والرسول )) ، (( ومن يعص الله ورسوله )) وما أشبه ذلك.