مناقشة ما سبق . حفظ
الشيخ : الحمد لله ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين:
في الحديث الذي سبق: ( فإن كان صائما فليصل ) ما المراد بالصلاة هنا يا خالد المزيني؟
الطالب : الدعاء.
الشيخ : الدعاء ؟!
كيف يكون المراد بها الدعاء وهي واردة في لسان الشرع، والصلاة في لسان الشارع هي العبادة المعروفة؟!
الطالب : لا قد تأتي بمعنى الدعاء حتى في لسان الشارع، قال الله عز وجل: (( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم )).
الشيخ : طيب.
الطالب : وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ زكاة قوم قال: ( اللهم صل عليهم ) .
الشيخ : يعني إذن هذه فسرت؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب والحديث الذي معنا؟
الطالب : والحديث أيضا بمعنى الدعاء.
الشيخ : هل هناك قرينة أو شيء يبين
الطالب : نعم لأنه ما يمكن أن يصلي عليهم.
الشيخ : ما يمكن ؟
الطالب : نعم؟
الشيخ : لا يمكن؟
الطالب : ما يمكن أن يصلي، كيف يصلي؟
الشيخ : لا فليصل ، ما قال : عليهم هنا في الحديث ، قال : ( فليصل ) .
الطالب : إيه نعم.
الشيخ : يعني يصلي ركعتين ويدعو لهم .
الطالب : يصلي ركعتين ويدعو لهم ؟
الشيخ : إيه نعم.
الطالب : ( وإن كان مفطرا فليطعم ) والله الظاهر يا شيخ هو جزما أن المراد هنا الدعاء ما هو الصلاة المعروفة.
الشيخ : ما هو جزمًا لأن العلماء فسروه بهذا وبهذا.
الطالب : والله الراجح إذن يا شيخ الدعاء.
الشيخ : ما الذي رجحه ؟
الطالب : الذي رجحه!
الشيخ : مع أن الأصل في الصلاة في لسان الشارع هي العبادة المعروفة ؟
الطالب : إيه نعم لكن الصلاة لها سبب والدعاء له سبب.
الشيخ : هو وجد السبب لأنه لما دعوه وأكرموه وكان لا يمكن أن يأكل وهو صائم ، صار من حقهم عليه أن يدعو الله لهم ، والدعاء في حال الصلاة أقرب للإجابة !
الطالب : لكن دعاء الصائم يا شيخ أولى !
الشيخ : كيف ؟!
إذا اجتمع سببان لإجابة الدعاء فهي أولى .
الطالب : ولو الصائم له دعوة مستجابة.
الشيخ : نحن نريد شيء دليل يعني واضح، يعني أنت كلما أردت تنقد ردينا عليك؟
الطالب : ما أكثر من أدلة يا شيخ التي ذكرناها .
الشيخ : طيب ، إيه نعم .
الطالب : يا شيخ يوجد قرينتان : قرينة لفظية وقرينة معنوية.
الشيخ : نعم .
الطالب : القرينة اللفظية: ورد عند أبي داود لفظ : فليدع .
الشيخ : نعم.
الطالب : فهو مفسر : ( فليصل ).
الشيخ : أحسنت.
الطالب : والقرينة المعنوية أن نقول: لا دخل للصلاة في الوليمة ، الصلاة الشرعية فتحمل على الدعاء .
الشيخ : إيه لا علاقة بين هذا وهذا طيب .
الطالب : ورد حديث: ( لا صلاة بحضرة طعام ) .
الشيخ : إي .
الطالب : كيف يصلي والطعام موجود ؟!
الشيخ : إي هذه أيضا قرينة معنوية ، أنه نهي عن الصلاة بحضرة الطعام .
طيب إذن فهناك قرينة ، وإلا فالأصل قاعدة شرعية أصولية فقهية : " أن الأصل حمل اللفظ على معناه في لسان المتكلم به " ، عرفت ؟
فيحمل الكلام من أهل اللغة على المعنى اللغوي ، ومن أهل الشرع على المعنى الشرعي ، ومن أهل العرف على المعنى العرفي ، عرفتم هذا ، ولهذا لو أن شخصا الآن أوصى لشخص بشاة قال : إذا مت فأعطوا فلانا شاة ماهي الشاة في لسان العرف ؟
الأنثى من الضأن، وهي في اللغة أوسع من هذا: الواحدة من الضأن أو المعز ذكر أو أنثى يسمى شاة، تمام، وهي كذلك أيضًا في لسان الشارع قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( في الغنم في سائمتها في أربعين شاةً شاةٌ ) : يشمل هنا الضأن والمعز والذكر والأنثى.
طيب حديث ابن مسعود رضي الله عنه، الترمذي استغربه، والمؤلف قال: رجاله رجال الصحيح كيف نجمع بين الكلامين ؟
الطالب : بكلام ابن حجر رحمه الله تبين رد قول الترمذي بأنه استغربه ، فقال : غريب.
الشيخ : كيف نجمع بينهم؟
الطالب : الغريب هو ما انفرد به.
الشيخ : إي نعم، لكن كون الترمذي يقول: غريب هذا يعتبر لمزا في الحديث أو غمزا فيه، نعم فكيف نجمع بينه وبين كلام ابن حجر ؟
الطالب : من الممكن أن يكون الحديث غريبًا ورجاله رجال الصحيح .
الشيخ : نعم سامي؟
الطالب : قد يكون قول الترمذي شيخ فيه انقطاع، ورجاله رجال الصحيح.
الشيخ : كيف ؟
الطالب : إذا قصد الترمذي أن يكون فيه انقطاع أثناء السند ، وابن حجر يقول: رجاله رجال الصحيح، الرجال ثقات لكنه يكون غير متصل يا شيخ، لا يمنع كون الحديث غريباً أن يكون رجاله رجال الصحيح، حيث ورد أيضا حديث : ( إنما الأعمال بالنيات ) غريب ، وأن الغريب ما انفرد به من طريق الواحد أو انفرد مثنى أيضًا .
الشيخ : إي طيب على كل حال الواقع، أحمد آخر واحد ؟
الطالب : قول الترمذي: غريب بمعنى أنه استغرب متنه لا إسناده، لمخالفة الأحاديث الأخرى .
الشيخ : على كل حال نحن ذكرنا أن هذا يشبه التناقض: أن يقول: غريب، أن ينقل استغراب الترمذي له ثم يقول: رجاله رجال الصحيح، ولكننا نجيب عنه بمثل ما أجبتم به:
أنه لا يلزم من كون الحديث غريبا أن يكون ضعيفا أو رجاله ضعفاء، فها هو حديث ابن عمر حديث عمر بن الخطاب: ( إنما الأعمال بالنيات ) غريب في أول السند ومع ذلك هو من أصح الأحاديث.
لكن الحديث متنه فيه شيء من النكارة والشذوذ، ولهذا ترجم البخاري رحمه الله في صحيحه بما ينافي هذا وقال : -إن يعني معنى كلامه- أن الوليمة على حسب حال الإنسان وعلى حسب من يتعلق، به قد يولم الإنسان بيومين وثلاثة وأربعة وحسب قوته وقدرته وحسب من يتعلق به من الناس، قد يكون رجلا له شأن كبير في الأمة، سيدعو أناسا كثيرين، لا يكفيهم اليوم ولا اليومان ولا الثلاثة ، نعم ؟
الطالب : ...
الشيخ : شلون ؟
الطالب : يقول : قال المصنف : "رواه الترمذي واستغربه ورجاله رجال الصحيح".
الشيخ : نعم اقرأ الذي قبله .
الطالب : " رواه الترمذي واستغربه، وقال: لا نعرفه إلا من حديث زياد بن عبد الله البكائي، وهو كثير الغرائب والمناكير ، قال المصنف كالراد على الترمذي ما لفظه : ورجاله رجال الصحيح " .
الشيخ : إي نعم هو كذلك كالراد عليهم لأن رجاله رجال الصحيح تعطي الحديث قوة ، واستغرابه تعطي الحديث ضعفا نعم .
الطالب : ... رجاله رجال الصحيح ، لكن يوجد فيه رجل منهم يقول عنه ضعيف !
الشيخ : نعم.
الطالب : ألا يوجد تناقض : يقول رجاله رجال الصحيح وفيهم ضعيف؟
الشيخ : يقول : عندنا قول البغوي : " لا أعلم لزهير بن عثمان غير هذا الحديث وذكر البخاري في باب إجابة الوليمة والدعوة ومن أولم السبعة أيام ولم يؤقت النبي صلى الله عليه وسلم يوما ولا يومين " .
الطالب : ...
الشيخ : ها؟
الطالب : رد عليه.
الشيخ : من؟
الطالب : الشوكاني.
الشيخ : رد على من؟
الطالب : على ابن حجر، يقول: " إلا أنه قال المصنف: إن زيادا مختلف فيه، وشيخه عطاء بن السائب اختلط، وسماعه منه بعد اختلاطه انتهى. قلت: وحينئذ فلا يصح قوله إن رجاله رجال الصحيح " .
الشيخ : إيه تمام ، يعني هنا ابن حجر رحمه الله في هذا الكلام حصل له وهم. نبدأ الدرس الجديد قال : " وعن صفية بنت شيبة ".
الطالب : فوائد الحديث.
الشيخ : كيف؟
الطالب : ما أخذنا الفوائد.
الشيخ : نعم، نحن الآن نبحث عن صحته، إذا كان ضعيفًا كيف نبني على الضعيف فوائد؟!