وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بقصعة من ثريد ، فقال : ( كلوا من جوانبها ، ولا تأكلوا من وسطها ، فإن البركة تنزل في وسطها ) . رواه الأربعة ، وهذا لفظ النسائي وسنده صحيح . حفظ
الشيخ : قال : " عن ابن عباس رضي الله عنهما : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بقصعة من ثريد فقال: كلوا من جوانبها، ولا تأكلوا من وسطها، فإن البركة تنزل في وسطها ) رواه الأربعة وهذا لفظ النسائي، وسنده صحيح " :
( أُتي بقصعة من ثريد ) : القصعة هي الصحفة ، والثريد هو ما ذكره الشاعر بقوله ، أو الناظم بقوله :
" إذا ما الخبز تأدمه بلحم *** فذاك أمانةِ الله الثريدُ " .
إذن الثريد هو الخبز المؤدم باللحم ، ثم قد يكون مرققًا وقد يكون نعم مجففًا، فإذا كان خبز يغمس بالإدام ويؤكل فهو ثريد مجفف، وإذا كان مطازيز أو مرقوق يعني طبخ مع اللحم فهذا ثريد مرقق، يقول أحد الشعراء :
" جارية لم تأكل المرققَا *** ولم تذق من البقول الفستقا " :
يعني أنها حالتها رديئة ، ليس عندها غنى حتى تأكل مرقق.
وقوله فقال: ( كلوا من جوانبها ) : هذا يتضمن أمرين :
الأمر الأول : الإباحة إباحة الأكل منها.
والأمر الثاني: أن يكون الأكل من الجوانب، وكل إنسان يأكل من الجانب الذي يليه.
( ولا تأكلوا من وسطها ) وسطها يعني أعلاها.
( فإن البركة تنزل في وسطها ): سبحان الله قد يقول قائل : هذا التعليل يناقض الحكم لأنه قال : ( لا تأكلوا من وسطها ) ثم قال: ( فإن البركة تنزل في وسطها ) يعني إذا كانت البركة تنزل في الوسط ليش ما أكل من الوسط من أجل الحصول على البركة ؟
نقول: إذا كانت البركة تنزل في الوسط فأنت إذا أكلت الوسط من أول ما تأكل نزعت البركة وراحت ، فلهذا يبقى الوسط قائما ويؤكل من الجوانب، فإن كانوا كثيرين أو كانوا شرهين واسعي البطون وقضوا على الوسط والجوانب لا بأس، أو نقول: خل الوسط لا تأكل منه أبدا؟ ها؟
يأكل حتى لو أكل الوسط لكن يكون الوسط هو الآخر.
الطالب : شيخ !
الشيخ : نعم ؟
الطالب : خطاب النبي صلى الله عليه وسلم للغلام أي نوع من الخطاب ؟
الشيخ : نعم؟
الطالب : خطاب النبي للغلام ؟
الشيخ : ما أخذنا الفوائد إلى الآن، الفوائد ما أخذناها.