وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً قط ، كان إذا اشتهى شيئاً أكله ، وإن كرهه تركه . متفق عليه . حفظ
الشيخ : قال : " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط ) " :
اللهم صل وسلم عليه .
( ما عاب ) أي: ما ذكره بعيب مثل أن يقول : هذا مالح هذا حامض هذا خانس، تعرفون الخانس؟
الخانس: قليل الملح والمالح زائد الملح نعم هاه إيش
الطالب : الدلع.
الشيخ : دلع ؟
الطالب : نعم.
الشيخ : إذن هذا دالع نعم، هذا خانس فيه لغة ثالثة بعد ها؟
الطالب : عاجف.
الشيخ : عادم عادل ؟
الطالب : عاجف بالفاء.
الشيخ : عاجف، فيه لغة رابعة ؟
ها؟
الطالب : حامض .
الشيخ : حامض وش هو، خلاص يكفي أربع لغات، على كل حال يعني الرسول عليه الصلاة والسلام لا يذكر طعاما بعيب إطلاقا، سواء كان العيب يعود إلى الصنعة أو يعود إلى نفس الطعام.
أحيانا يقدم الإنسان فاكهة منظرها حسن وجميل ويجلس، ومطعمها رديء فتجده يعيبها يقول: هذه مثلا تغر هذه منافق وما أشبه ذلك، يغر بظاهره وباطنه سيئ، هذا خلاف هدي النبي عليه الصلاة والسلام .
طيب وقوله : ( ما عاب طعاما ) : هل يشمل هذا صنعة الطعام أو يختص بالطعام نفسه ؟
الظاهر الثاني وأن الإنسان إذا عاب صنعة الطعام من أجل تقويم أهله في الصنعة فلا بأس به ، مثل أن يقول لأهله : اليوم العشاء مالح ، قدمتم الملح ، العشاء حار تأخرتم في طبخه ، نعم الشاهي مر وما أشبه ذلك، فشلتونا عند الضيوف، نعم هذا لا بأس به، لأن العيب هنا للصنعة أو للصانع وليس للطعام.
ثم قال بيّن هدي النبي صلوات الله وسلامه عليه : ( كان إذا اشتهى شيئا أكله وإن كرهه تركه ) : إذا اشتهى شيئا أكله على ما هو عليه ، وإن لم يشتهيه تركه ولم يقل شيئا، وبهذا يستريح الإنسان ، يستريح من الهم والحزن ، إذا قدّم الطعام إن اشتهيته فكله وإن كرهته فلا تأكله.