تكلم عن كيفية تسوية الصفوف . حفظ
الشيخ : أرى ... كما كان في أول القيام ، ولكن لا أزال أرى هناك بعض الاعوجاج ، فهناك مثلاً بعض إخواننا لا يزالون أولاً يقعون في الخطأ السالف ، وهو أنهم ينظرون إلى أقدامهم ثم يمدون هكذا رؤوسهم ، يقولون عندنا في سوريا كالحرذون كحيوان في البرية ، ما ينبغي هكذا ، انظر يميناً أترى من خلف الإمام صدره ؟ فحينئذٍ إن رأيت فقد استقمت ، وما يهمك أن تنظر إلى قدم من عن يمينك أو يسارك ، إلا إذا أردت ألا تخل بلصق القدم بالقدم ، الصق القدم بالقدم ، هذه الرياضة ، هذه رياضة ، لكن المقصود بها العبادة ، والله عز وجل من حكمته في عباده ، أنه يأمرهم بطاعته في نوع من العبادات ، ثم تأتي كما يقولون اليوم أوتوماتيكياً رياضة بدنية هي خيرُ من كثير من الرياضات التي يتعاطاها الكفار ، ثم تلقيناها نحن عنهم ، على أنه قد جاءنا بفتح جديد من الرياضة ، بينما كل عباداتنا وصلواتنا هي رياضة ما بعدها من رياضة ، لقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( في الإنسان ثلاثمائة وستون سلامى ، وعلى كل سلامى في كل يوم صدقة ) ، السلامى هي المفاصل ، الرقبة سلسلة الظهر ، الرجلين ، الساق إلى آخره . الطب الذي يسمونه اليوم بالطب التجريبي ، يجهل حقيقة هذا الطب النبوي وهي أن في كل إنسان ثلاثمائة وستون سلامى أي مفصلاً ، وعلى كل سلامى يقول الرسول عليه السلام : ( في كل يومٍ صدقة أي على كل سلامة صدقة ) ، لا شك أن هذا أمر فيه كلفة بالنسبة لعادة الناس ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أزال الإشكال بقوله عليه السلام : ( إن لكم بكل تسبيحة صدقة ، وبكل تحميدة صدقة ، وبكل تكبيرة صدقة ، وأمرٌ بالمعروف صدقة ، ونهيٍ عن منكر صدقة وإماطة الأذى عن الطريق صدقة ، وحملك متاع أخيك على ظهر دابته صدقة ) ، وذكر من مثل هذه المحاسن الشيء الكثير ، ثم ختم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلامه بقوله : ( ويجمع لك ذلك كله ركعتا الضحى ) ، ركعتا الضحى ، أي من صلى الركعتين في وقت الضحى فكأنما تصدق بثلاثمائة وستين صدقة ، وذلك شكراً لله عز وجل على هذه السلامى والمفاصل ، غرضي من هذا أن ألفت نظركم جميعاً إلى أن الله عز وجل كما قال : (( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت )) ، ما خلق الإنسان وله وفيه ثلاثمائة وستون سلامة ليضل هكذا جامداً ، كأنه أو كأنهم خُشبٌ مسندة ، وإنما ليتجاوب ويستقيم الصف حتى يكون كما رغب الرسول عليه السلام ، كان يسوي الصفوف ويقول لهذا تقدم ولهذا تأخر وضموا الفُرَج ، وإني لا أرى الشيطان يتخلل بينكم ، وطرد الشيطان ، ولا تؤاخذوني إذا أوقفتكم كثيراً فقد وقفت معكم ، فأنا عجوز كما ترونني . الشاهد أنتم الآن تؤمرون بتسوية الصفوف لتحقيق رغبة بل أمر من أوامر الرسول عليه السلام ، وهذا يتطلب منكم شيء من الليونة ومن الحركة ، ولذلك فأرجو أن تستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ، ثم أني أرى أخيراً أن الصف الأول قد استقام ولو أنه ليس كما أريد ، بل عفواً كما يريد الشرع ، لكني أخشى أن تكون الصفوف الأخرى لم تستوِ على الأقل كالصف الأول، وبهذا نذكركم بقول الرسول عليه السلام كان يقول للصف الأول : ( ائتموا بي ) ، يعني بالرسول عليه السلام ، ( وليأتم من خلفكم بكم ) ، أي الصف الثاني يأتم بالصف الأول ، والصف الثالث يأتم بالصف الثاني ، وهكذا دواليك حتى تستقيم الصفوف كما أمر الرسول عليه الصلاة والسلام ، وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين . ولربما نضطر وعليكم أن تتحملونا أن نعيد التنبيه مرة أخرى ، حتى نستقيم على أمر نبينا صلوات الله وسلامه عليه .