كلمة من الشيخ في التحذير من الغلو في الدين على ضوء حديث ( .. أنت سيدنا ) وحديث ( لا تطروني كما أطرت النصارى ... ) . حفظ
الشيخ : قال عَلَيْهِ الصلاة والَسَلَاّم بمناسبة قول بعضهم فى خطابهم اياه عَلَيْهِ الصلاة والَسَلَاّم بمثل هذا اللفظ ألا وهو السيادة ، فخشى عَلَيْهِ الصلاة والَسَلَاّم على هؤلاء أمرين اثنين، الأمر الأول : أن يوصلهم مدحهم للرسول عَلَيْهِ الَسَلَاّم الى الغلو ، وهذا يكاد يكون صريحا في الحديث الآخر الذي جاء في مسند الإمام أحمد ... أن ناسا جاءوا الى النبى صلى الله عليه وسلم فقالوا له : ( أنت سيدنا وابن سيدنا ، وخيرنا وابن خيرنا ، فقال : قولوا بقولكم أو بنحو قولكم هذا ولا يستجرنكم الشيطان ) ، قوله ( ولا يستجرنكم الشيطان ) هو صريح أو كالصريح لأنه عليه الصلاة والسلام خشى من هؤلاء الذين خاطبوه بقولهم المذكور " أنت سيدنا وابن سيدنا " الى آخره ، أن يمهد الشيطان لهؤلاء بمثل هذا الكلام فيصلوا إلى الغلو فى مدحه عَلَيْهِ الصلاة والَسَلَاّم ولذلك جاء الحديث المتفق عليه بين الشيخين وهو قوله عَلَيْهِ الصلاة والَسَلَاّم : ( انما انا عبد ) ايش هو الحديث ؟
السائل : ( إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله )
الشيخ : قبله قبله
السائل : ( لا تطروني .. )
الشيخ : ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) هذا هو السبب الأول وهو أنه عليه الصلاة والسلام خشى من الذين مدحوه بذلك المدح الجائز أصلا ، أن يوصلهم الشيطان إلى ان يقولوا فيه كما قالت النصارى .
والأمر الثانى : هو ان يلفت نظرهم أن السيد الحقيقى هو الله تبارك وتعالى لذلك قال لهم : ( السيد الله ) ، ومن هذا البيان نفهم أنه لامنافاة بين هذا الحديث وبين الحديث الآخر وهو قوله عَلَيْهِ الصلاة والَسَلَاّم ( أنا سيد ولد أدم ولا فخر ) وفي الحديث الآخر ( أنا سيد الناس يوم القيامة وهل تدرون بم ذاك ) ثم ذكر عليه الَسَلَاّم حديث الشفاعة الطويل . هذا ماعندى جوابا عن سؤالك هذا .
أبو اسحق : قوموا الى سيدكم أيضا يأخذ هذا المجرى ؟
الشيخ : سيدكم بمعناها اللغوي ، أي إلى رئيسكم ، فليس معنى السيادة هنا من باب التعظيم الذى يستحقه مثل الرسول عَلَيْهِ الصلاة والَسَلَاّم ، وإنما كما لو قال لهم : " قوموا الى أميركم " ، فهو سيدهم بمعنى أميرهم .