باب قول الله تعالى: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا) (97) الآيات. وقوله: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون) (98) وقوله: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها )(99) الآية. وقوله: (أفحكم الجاهلية يبغون)(100) الآية.عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به) قال النووي: حديثصحيح، رويناه في كتاب "الحجة" بإسناد صحيح.وقال الشعبي: كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة؛ فقال اليهودي: نتحاكم إلى محمد ـ لأنه عرف أنه لا يأخذ الرشوة ـ وقال المنافق: نتحاكم إلى اليهود ـ لعلمه أنهم يأخذون الرشوة - فاتفقا أن يأتيا كاهنا في جهينة فيتحاكما إليه، فنزلت: (ألم تر إلى الذين يزعمون) (101) الآية.وقيل: نزلت في رجلين اختصما، فقال أحدهما: نترافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: إلى كعببن الأشرف، ثم ترافعا إلى عمر، فذكر له أحدهما القصة. فقال للذي لم يرض برسول الله صلى الله عليه وسلم: أكذلك؟ قال: نعم، فضربه بالسيف فقتله.فيه مسائل:الأولى: تفسير آية النساء وما فيها من الإعانة على فهم الطاغوت.الثانية: تفسير آية البقرة: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض) (102) .الثالثة: تفسير آية الأعراف (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) (103) .الرابعة: تفسير: (أفحكم الجاهلية يبغون) (104) .الخامسة: ما قاله الشعبي في سبب نزول الآية الأولى.السادسة: تفسير الإيمان الصادق والكاذب.السابعة: قصة عمر مع المنافق.الثامنة: كون الإيمان لا يحصل لأحد حتى يكون هواه تبعا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. حفظ