حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير قال حدثنا سفيان قال حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري قال أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه حفظ
القارئ : حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير قال : حدثنا سفيان قال : حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري قال : أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، قال البخاري رحمه الله في صحيحه : كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟، أراد بهذه الترجمة أن يبين كيف كان بدء الوحي ، وسيأتى أنه كان أول ما بدء به أنه يرى الرؤيا الصالحة ، ولا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح .
ثم ذكر الآية : (( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده )) فوحي الله سبحانه وتعالى إلى رسله على حد سواء ، والواسطة بينهم وبين الله سبحانه وتعالى هو جبريل ، هو الموكل بالوحي ينزل على الرسل ، وفي قوله : (( كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ))، دليل على أن نوحا هو أول ، أول رسول أرسله الله عزوجل .
أما حديث عمر بن الخطاب فبدأ به البخاري رحمه الله وإن لم يكن له تعلق بالوحي ، من أجل أن يبين أن العمل يجب أن يكون مخلصا لله عزوجل ، وأن يريد الإنسان بعمله وجه الله والدار الآخرة .
ثم ذكر هذا الحديث العظيم الذي يكون في أبواب العلم كلها ، ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى )، ومراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( إنما الأعمال بالنيات )، يعني أنه لا عمل إلا بنية ، فكل إنسان عاقل يعمل عملا فلا بد أن ينويه ، ولا يمكن لعاقل أن يعمل عملا بلا نية أبدا ، ولهذا قال بعض العلماء : " لو كلفنا الله عملا بلا نية ، لكان من تكليف ما لا يطاق "، ثم ما نواه الإنسان فهو له ، إن نوى شيئا نافعا فهو له ، وإن نوى شيئا ضارا فهو له .
وضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا بالهجرة : ( بأنه من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ) ، يعني فقد نال ما أراد ، وهذا يدل على أن الله سييسر له الأمر ، حتى يصل إلى مراده ، فإن لم يصل ، فقد قال الله تعالى : (( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجر على الله )) .
أما الآخر ، فهاجر لكن كانت هجرته لدنيا يصيبها للتجارة أو امرأة يتزوجها ، يعني شهوة البطن وشهوة الفرج ، ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ولم يقل إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها تحقيرا لشأنهما ، وأنهما أحقر من أن يعادا بلفظهما .
وقال بعض العلماء إن الجملتين ، ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) معناهما واحد ، وأن المعنى ، معنى الأول أن عملك بنيتك ، إن نويت شيئا حصل على ما تنوي ، ولكن ما ذكرنا أولى ، لأن ما ذكرنا يقتضي أن لكل جملة معنى ، وإذا دار الأمر بين كون الكلام تأسيسا أو توكيدا ، فالأولى حمله على التأسيس ، نعم ، نعم .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، قال البخاري رحمه الله في صحيحه : كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟، أراد بهذه الترجمة أن يبين كيف كان بدء الوحي ، وسيأتى أنه كان أول ما بدء به أنه يرى الرؤيا الصالحة ، ولا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح .
ثم ذكر الآية : (( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده )) فوحي الله سبحانه وتعالى إلى رسله على حد سواء ، والواسطة بينهم وبين الله سبحانه وتعالى هو جبريل ، هو الموكل بالوحي ينزل على الرسل ، وفي قوله : (( كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ))، دليل على أن نوحا هو أول ، أول رسول أرسله الله عزوجل .
أما حديث عمر بن الخطاب فبدأ به البخاري رحمه الله وإن لم يكن له تعلق بالوحي ، من أجل أن يبين أن العمل يجب أن يكون مخلصا لله عزوجل ، وأن يريد الإنسان بعمله وجه الله والدار الآخرة .
ثم ذكر هذا الحديث العظيم الذي يكون في أبواب العلم كلها ، ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى )، ومراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( إنما الأعمال بالنيات )، يعني أنه لا عمل إلا بنية ، فكل إنسان عاقل يعمل عملا فلا بد أن ينويه ، ولا يمكن لعاقل أن يعمل عملا بلا نية أبدا ، ولهذا قال بعض العلماء : " لو كلفنا الله عملا بلا نية ، لكان من تكليف ما لا يطاق "، ثم ما نواه الإنسان فهو له ، إن نوى شيئا نافعا فهو له ، وإن نوى شيئا ضارا فهو له .
وضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا بالهجرة : ( بأنه من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ) ، يعني فقد نال ما أراد ، وهذا يدل على أن الله سييسر له الأمر ، حتى يصل إلى مراده ، فإن لم يصل ، فقد قال الله تعالى : (( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجر على الله )) .
أما الآخر ، فهاجر لكن كانت هجرته لدنيا يصيبها للتجارة أو امرأة يتزوجها ، يعني شهوة البطن وشهوة الفرج ، ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ولم يقل إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها تحقيرا لشأنهما ، وأنهما أحقر من أن يعادا بلفظهما .
وقال بعض العلماء إن الجملتين ، ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) معناهما واحد ، وأن المعنى ، معنى الأول أن عملك بنيتك ، إن نويت شيئا حصل على ما تنوي ، ولكن ما ذكرنا أولى ، لأن ما ذكرنا يقتضي أن لكل جملة معنى ، وإذا دار الأمر بين كون الكلام تأسيسا أو توكيدا ، فالأولى حمله على التأسيس ، نعم ، نعم .