فوائد. حفظ
الشيخ : ومن فوائد الحديث :
أنه ينبغي للإنسان أن يعامل الناس بهذه المعاملة ، لا تعاملهم بشيء لا تحب أن يعاملوك به ، ولهذا جاء بالحديث الآخر : (من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ) .
فإن قال قائل : كيف نجمع بين هذا الحديث وبين حديث : ( إبدأ بنفسك ) ؟.
فيقال : لا منافاة أنت أحب لأخيك من التقدم ما تحب لنفسك ، لكن لست مأمورا بأن تقدمه على نفسك ، لكن باب الإيثار شيء آخر ، والإيثار إما أن يكون بالواجب ، أو بالمستحب أو بالمباح ، فالإيثار بالواجب حرام ، لأته يتضمن إسقاط الواجب ، مثال ذلك : إنسان معه ماء يكفي لوضوء رجل واحد ، وليس هو على وضوء ولا رفيقه على وضوء ، فإن آثر به رفيقه تيمم ، وإن توضأ به اكتفى به ، فهل يؤثر بذلك رفيقه ويتيمم ؟، لا ، لأنه يجب عليه استعمال الماء ، والإيثار مستحب فقط .
وأما الإيثار بالمستحبات فمثل : أن يكون الصف الأول فيه مكان لرجل واحد ، وأتيت أنت ورفيق لك ، فهل تؤثره في هذا المكان أو تقدم نفسك عليه ؟.
نقول : قدم نفسك لأن الإيثار بالقرب لا ينبغي ، فإنه قد يؤذن بزهد الإنسان فيها ورغبته عنها ، لكن هذا في ترك مستحب ، فإذا كان ترك المستحب هنا ، يترتب عليه مصلحة أعظم منه ، أي من فعل المستحب فلا بأس بالإيثار ، كما لو كان معك أبوك ، فلو تقدمت عليه كان في نفسه شيء عليك ، فهنا نقول تقديمه أفضل ، وكذلك لو كان في تقديمه تأليف لقلبه ،كما لو كان رجلا أميرا أو وزيرا وما أشبه ذلك مما يعتقد أنك لو تقدمت عليه لكان يعني ذلك إهانته ، فهنا درء المفسدة أولى من جلب المصلحة .
وأما الإيثار بالمباح فإنه مسنون مستحب لما في ذلك من الإحسان إلى الغير والتخلق بالأخلاق الفاضلة ، ولهذا امتدح الله الأنصار الذين قال فيهم : (( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )) . نعم.
أنه ينبغي للإنسان أن يعامل الناس بهذه المعاملة ، لا تعاملهم بشيء لا تحب أن يعاملوك به ، ولهذا جاء بالحديث الآخر : (من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ) .
فإن قال قائل : كيف نجمع بين هذا الحديث وبين حديث : ( إبدأ بنفسك ) ؟.
فيقال : لا منافاة أنت أحب لأخيك من التقدم ما تحب لنفسك ، لكن لست مأمورا بأن تقدمه على نفسك ، لكن باب الإيثار شيء آخر ، والإيثار إما أن يكون بالواجب ، أو بالمستحب أو بالمباح ، فالإيثار بالواجب حرام ، لأته يتضمن إسقاط الواجب ، مثال ذلك : إنسان معه ماء يكفي لوضوء رجل واحد ، وليس هو على وضوء ولا رفيقه على وضوء ، فإن آثر به رفيقه تيمم ، وإن توضأ به اكتفى به ، فهل يؤثر بذلك رفيقه ويتيمم ؟، لا ، لأنه يجب عليه استعمال الماء ، والإيثار مستحب فقط .
وأما الإيثار بالمستحبات فمثل : أن يكون الصف الأول فيه مكان لرجل واحد ، وأتيت أنت ورفيق لك ، فهل تؤثره في هذا المكان أو تقدم نفسك عليه ؟.
نقول : قدم نفسك لأن الإيثار بالقرب لا ينبغي ، فإنه قد يؤذن بزهد الإنسان فيها ورغبته عنها ، لكن هذا في ترك مستحب ، فإذا كان ترك المستحب هنا ، يترتب عليه مصلحة أعظم منه ، أي من فعل المستحب فلا بأس بالإيثار ، كما لو كان معك أبوك ، فلو تقدمت عليه كان في نفسه شيء عليك ، فهنا نقول تقديمه أفضل ، وكذلك لو كان في تقديمه تأليف لقلبه ،كما لو كان رجلا أميرا أو وزيرا وما أشبه ذلك مما يعتقد أنك لو تقدمت عليه لكان يعني ذلك إهانته ، فهنا درء المفسدة أولى من جلب المصلحة .
وأما الإيثار بالمباح فإنه مسنون مستحب لما في ذلك من الإحسان إلى الغير والتخلق بالأخلاق الفاضلة ، ولهذا امتدح الله الأنصار الذين قال فيهم : (( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )) . نعم.