هل يؤخذ من الحديث السابق ما ذهب إليه شيخ الإسلام بن تيمية من أن غفران الذنوب ما تقدم منها وما تأخر هو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم.؟ حفظ
السائل : أحسن الله إليكم ، ما في هذا الحديث دليل إلى ما ذهب إليه شيخ الإسلام رحمه الله .
الشيخ : من ؟.
السائل : من أنه ليس مغفرة الذنوب ما تقدم وما تأخر منها إلا للنبي عليه الصلاة والسلام ؟.
الشيخ : من ؟.
السائل : يعني شيخ الإسلام قال : من الذنوب مغفرة ما تقدم وما تأخر ، إنما هو خاص للنبي .
الشيخ : نعم .
السائل : دون من سواه ، أقول هل يؤخذ من الحديث ما يؤيد قوله ؟
الشيخ : من أي وجه ؟.
السائل : الوجه أحسن الله إليكم ، إنه قالوا : إنا لسنا كهيئتك .
الشيخ : قد غفر الله لك .
السائل : إيه ، ثم بينوا له هيئته أن الله غفر له لم ما تقدم وما تأخر .
الشيخ : نعم .
السائل : فهم لن يغفر لهم ما تقدم وما تأخر .
الشيخ : إي نعم ، هو لا شك إن ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله صحيح ، وتصحيح بعض المتأخرين ، لبعض الأحاديث التي جمعت بين ما تقدم وما تأخر غير صحيح ، لأن العبرة كما قلت لكم كثيرا ، العبرة بالقواعد العامة التي تعتبر أسس الشريعة ، أما الروايات الفردية فهي نقل ، نقل الإنسان قد يخطئ وقد يصيب ، لا سيما أنه لم يرد في الصحيحين ولا أحدهما ذكر مغفرة ما تقدم وما تأخر من الذنوب أبدا ، ما ذكرت .
فالصحيح أن كلما مر عليك حديث فيه : أن من عمل كذا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فهو حديث ضعيف ، أحكم عليه بالضعف ، وقد أوردنا في جلسة سابقة ، حديث أهل بدر وأجبنا عنه ، لأن أهل بدر قال الله لهم : ( اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم )، أجبنا عنه بأن ما فعلوه من الحسنة العظيمة الكبيرة تكون قاضية على كل ذنب يأتي بعد ذلك دون الكفر .
ونذكر الآن أن في هذا الحديث بشارة لأهل بدر ، بأنهم لن يكفروا ، لأن الكفر لا يكفره العمل الصالح ، أو بأنهم لو كفروا لوفقوا إلى التوبة وماتوا على الإسلام ، مع أني لا أعلم أن أحدا من أهل بدر ارتد عن دينه ، حتى حاطب رضي الله عنه لم يرتد عن دينه ، لما أخبر قريشا بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يريد الاتجاه إليهم ، ليس ذلك ردة عن دينه ، ولا رغبة في الكفر ، لكن دكر أسبابا تأول فيها رضي الله عنه ، فعذره النبي عليه الصلاة والسلام ، حتى استأذن في قتله ، فقيل : ( إنه شهد بدرا ، وما يدريك أن الله اطلع إلى أهل بدر ، فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ).