حدثنا قتيبة قال حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف حفظ
القارئ : حدثنا قتيبة قال : حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو : ( أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الإسلام خير ؟. قال : تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ).
الشيخ : نعم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، " باب إفشاء السلام من الإسلام " ، إفشاءه يعين إظهاره ونشره بين الناس ابتداء وردا .
وقال عمار بن ياسر : " ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان : الإنصاف من نفسك "، وهذا من أقوم العدل ، وقد قال الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم ))، والإنصاف من النفس أن تعامل غيرك كما أن تحب أن يعاملك به ، والثاني : " بذل السلام للعالم " وهذا ليس على عمومه كما يأتي في الحديث ، والثالث : " الإنفاق من الإقتار" يعني أن تنفق حتى لا تكون مقترا فتكون : " من " بدلية كقوله تعالى : (( ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون )) ...
كقوله تعالى : (( ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة )) أي : بدلكم ، وليست طبعا للتبعيض ، ولا لبيان للجنس ، ويحتمل أن يكون المراد بالإقتار في قول عمار هو الفقر ، ويكون المعنى الإنفاق مع الفقر كقول النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل أي الصدقة أفضل ؟، قال : ( جهد المقل ).
أما الحديث فإن النبي صلى الله عليه وسلم سأل : أي الإسلام خير ؟. قال : ( تطعم الطعام وتقرأ السلام ) إذا إطعام الطعام من الإسلام ، إطعام الطعام من الإسلام ، ولكن هذا ليس على إطلاقه أيضا بل إطعام الطعام من احتاج إليه ، أما إطعام الطعام إسرافا وبذخا أو إطعام الطعام للإستعانة به على محرم فليس هذا من الإسلام .
قوله : ( تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف )، تقرأه أي تقول : السلام عليك ، وقوله : ( على من عرفت ومن لم تعرف ) هذا ليس على عمومه أيضا ، لأنه يستثنى من ذلك من لا يجوز ابتداءهم بالسلام مثل اليهود والنصارى ، وكذلك بقية الكفار .
وفيه دليل على أن من لم يسلم إلا على من عرف فليس هذا من الإسلام بل هو نقص في إسلامه ، وأن الإنسان يسلم على من عرف ومن لم يعرف ممن يستحق أن يبدء بالسلام ، نعم .