باب : (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما )) فسماهم المؤمنين . حفظ
الشيخ : ... أما الآية التي ذكرها في الباب الثاني : (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما )) ففي الآية إشكال نحوي :
أولا : قال : (( اقتتلوا )) مع أن الضمير يعود على مثنى .
والثاني : (( بينهما )) مع أن الضمير يعود على جمع ، أعرفتم ، طيب كيف الجواب ، نعم عبد الله ؟.
السائل : اقتتلوا ، أي مؤمنين ؟.
الشيخ : (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ))، ما يستقيم هذا ، لأن : (( من المؤمنين )) بيان للطائفة .
السائل : أن يقال أن أقل الجمع اثنين .
الشيخ : هذا غير المشهور ، هذا غير المشهور .
السائل : (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا )) المراد أفراد الطائفتين . فيكون جمعا.
الشيخ : الطائفة تطلق على الجماعة ، فإذا كانوا طائفتين ؟.
السائل : جماعتين .
الشيخ : أي جماعتين ، فباعتبار المعنى جملة ، باعتبار المعنى جملة ، يبقى إشكال آخر ، (( فأصلحوا بينهما )).
السائل : يكون باعتبار اللفظ .
الشيخ : عاد الضمير ؟.
السائل : باعتبار اللفظ .
الشيخ : باعتبار اللفظ ، فيكون الضمير في (( اقتتلوا )) لجماعة مرادا بها المعنى ، و (( بينهما )) لجماعة مرادا بها .
السائل : اللفظ .
الشيخ : اللفظ ، (( إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما )) إلى قوله تبارك وتعالى : (( إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم )) وهذا هو الشاهد الذي ليس فيه احتمال ، أما ما ذهب إليه البخاري رحمه الله حيث قال : " فسماهم المؤمنين " فقد يعارض فيه معارض ويقول : إنه وصفهما بالمؤمنين باعتبار ما قبل الإقتتال ، لكن عندما نكمل الآيات يتبين أن هؤلاء لم يخرجوا من الإيمان ، لقوله : (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ))، مع أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) إذا هذا الكفر في قوله : ( وقتاله كفر ) إيش ؟.
هو كفر دون كفر ، نعم .