تتمة الشرح حفظ
الشيخ : وبقي وجه عندي لم يذكره الحافظ ، في قوله : ( أن تلد الأمة ربها ) وهو أن يكون المراد بقوله : ( أن تلد الأمة ربها ) الجنس ، يعني ليست هي الوالدة بالفعل ولكن المعنى أن تلد الإماء أبناء الملوك بقطع النظر عن كونه يرب هذه الوالدة نفسها ، فهذا هو الظاهر . أو أن تلد الأمة إنسانا يكون بعد ذلك ملكا ، فيكون المراد بذلك الجنس ، يعني ليست الوالدة بعينها إنما المراد الجنس ، وهذا كثيرا ما يأتي في اللغة العربية ، يكون المراد به الجنس .
مثل قوله تعالى : (( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله )) المراد هنا الجنس لا العين ، ولهذا لا يصح أن تنزل على آدم وحواء ، بل المراد (( خلقكم من نفس واحدة )) أي من جنس واحد ، وخلق منها زوجها : أي جعله منها من جنسها (( فلما تغشاها )) إلخ .
هذا الواضح ، لأنه ما هو ربها هو يبرها حتى نقول كيف يكون ربا لها ؟.
السائل : ...
الشيخ : هذا معناه أنه لكثرة الإيماء ، السراري والفتوحات حصل هذا الشيء ، ويدل لذلك قوله : ( وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان )، هذا كناية عن كثرة الأموال ، وأن الرعاة الفقراء ، نعم ، كما جاء في لفظ مسلم : ( أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان )، وكأن هذا إشارة إلى كثرة الفتوح فإن هذا من علامات الساعة ، والمناسبة فيه ظاهرة ، لأن كثرة الفتوح معناها بلوغ الشيء غايته ، وكل شيء في الدنيا يبلغ غايته فإنه سوف يفتر .