فوائد حفظ
الشيخ : نعم ، هذا الحديث فيه فوائد ، أولاً : جواز دخول البهيمة إلى المسجد ولكن هل يشترط أن تكون البهيمة مما بوله وروثه طاهر؟ نقول أما على سبيل الإيقاف والإبقاء فنعم ، وأما على سبيل المرور ، فقد كانت الكلاب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم تُقبل وتُدبر في مسجده ، لكن على سبيل الإبقاء والثبوت لا ، إلا ما كان بوله وروثه طاهراً، ومن فوائد هذا الحديث أن بول الإبل وروثها طاهر ، وهذا أمر لا إشكال فيه ، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر الرهط من جهينة وعُكل أن يذهبوا إلى إبل الصدقة ويشربوا من أبوالها وألبانها ، ويبقى الإشكال كيف يقال كذلك وقد نهى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الصلاة في أعطان الإبل ، والجواب : أنه قال إنه ليس ذلك من أجل نجاسة الروث وإلا لكان النهي يشمل ما كان من أعطانها أو مباركها ولو لم تكن عطناً ، لكن أعطان الإبل قال بعضهم إن النهي عن الصلاة فيه من باب التعبد ، وليس له علة معقودة لنا ، وقال بعضهم بل العلة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر فيما يروى عنه أنها خلقت أي الإبل من الشياطين ، فتكون معاطنها مأوىً للشياطين ، فلذلك نُهي عن الصلاة في معاطن الإبل ، أو في أعطان الإبل ، ومن فوائد هذا الحديث أن مسجد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان واسعاً كبيراً لكن المسقف منه ليس كبيراً ، لكن الرحبة ، رحبته كبيرة واسعة ، ولهذا تضرب فيها الخيام ، كما ضربت خيمات زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام في الاعتكاف ، وكما ضرب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لسعد بن معاذ خيمة في المسجد ليعوده من قريب ، ومن فوائد هذا الحديث : بساطة النبي عليه الصلاة والسلام مع قومه ، مع أصحابه ، يجلس معهم ، ويتكأ بينهم ، ويكون المجلس بينهم ، مجلس أدب واحترام لكن مجلس بساطة ما في تكلف ، ولهذا قال أيكم محمد والنبي صلى الله عليه وسلم متكأ بين ظهرانيهم ، ومن فوائد هذا الحديث أن لون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أبيض وهذا بناءاً على الأغلب من لونه ، وإلا فإن لونه أزهر ، يعني سواد في بياض ، لكن البياض أغلب عليه ، ومنه ، ومن فوائد هذا الحديث : جفاء هذا الأعرابي ضمام بن ثعلبة، حيث قال في الأول أيكم محمد ، ولم يقل أيكم رسول الله ، ومنها أنه استثبت ابن عبد المطلب ، ومعروف أنه هو ابن عبد المطلب عليه الصلاة والسلام ، ومن فوائد هذا الحديث ، نعم ، ومما يدل على جفاء هذا الرجل إنه قال إني سائلك فمشدد عليك في المسألة ، لكنه تأدب بعض الشيء فقال فلا تجد علي في نفسك ، ومن فوائد هذا الحديث : تواضع النبي صلى الهف عليه وعلى آله وسلم ، لو كان غيره لرد عليه لما قال لمشدد عليك ، قال اذهب فلن أجيب ، فلن أجيبك ، لكنه قال سل والله أعلم.