فوائد حفظ
الشيخ : ثم ذكر الحديث وفيه من الفوائد جواز الخطبة على البعير ، لأن النبي صلى الله عليه وعل آله وسلم خطب على بعيره ، ومحل ذلك مالم يكن على البعير مشقة والغالب أن لا مشقة عليها ، لكن إن كان فإنه لا يجوز أن يحملها ما يشق عليها .
ومن فوائده جواز عرض المسألة على الطالب ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عرض على أصحابه أي يوم هذا ، أي شهر هذا ، أي بلد هذا ، ومن فوائده شدة احترام الصحابة للرسول عليه الصلاة والسلام ، لأنهم سكتوا بعد السؤال الثاني ، مع أنهم عرفوا أن الرسول عليه الصلاة ، أن الرسول عليه الصلاة والسلام أراد تسمية اليوم لأنه ، لأنه أخبرهم بالأول ، قال : (أي يوم هذا فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه قال أليس يوم النحر قلنا بلى قال فأي شهر هذا فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ) مع العلم أن بالقياس على ما سبق يمكنه أن يجيب أو لا
الطالب : يمكنهم
الشيخ : يمكنه أن يجيبهم ، فيقولون شهر ذي الحجة لكن لشدة احترامهم للرسول عليه الصلاة والسلام ، وخوفهم أن يقولوا ما ليس لهم به علم ، سكتوا ، في هذا الحديث حذف ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم سألهم أي بلد هذا ، قالوا الله ورسوله أعلم ، قال أليست البلدة يعني مكة ، ويدل لهذا الحذف قوله : في بلدكم هذا ، فأكد النبي صلى الله عليه وسلم تحريم الدماء والأموال والأعراض بهذه الأسئلة الموجهة للصحابة رضي الله عنهم .
ومن فوائد هذا الحديث وجوب تبليغ حديث الرسول عليه الصلاة والسلام لقوله : ليبلغ الشاهد الغائب واللام للأمر ، اللام للأمر ، والأصل في الأمر الوجوب ، ويتأكد ذلك على أهل العلم ، لأن أهل العلم هم الذين ورثوا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فإذا كانوا هم الذين ورثوه فإنه سيوجه إليهم ما وجه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى : (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته )) فأهل العلم الذين ورثهم الله علم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم نقول بلغوا ، فإن لم تفعلوا فما وفيتم بالعهد والميثاق ، (( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه )) يقول بعض الناس أنا أبلغ ولكن لا فائدة ، قلنا بل فائدة ، أولاً : براءة الذمة ، والثاني : بيان للناس أن هذا حرام لئلا يحتجوا بسكوت العلماء على جوازه وعلى حله ، ثالثاً : الأجيال التي عندك الآن قد لا تنتفع ، لكن الأجيال المستقبلة ربما تنتفع ، ونحن شاهدنا هذا ، فيما مضى من الزمان لا نجده ، بل فيما مضى من الزمان القريب لا نجد في الناس وعياً كوعيهم في الوقت الحاضر والحمد لله ولا قبولاً لحديث الرسول كقبولهم لحديثه في الوقت الحاضر ، ولا اتجاها للكتاب والسنة وأخذ الأحكام منهما كاتجاههم في الوقت الحاضر ، كان ما أكثر عند الناس في الأول ، أن يقول قال فلان في الكتاب الفلاني ، قال فلان في الكتاب الفلاني وكل على مذهبه ، لكن الحمد لله الآن بدأ الناس يتجهون اتجاها سليماً ، لكنه يحتاج إلى فرامل.
الشيخ : أتعرفون الفرامل
الطالب : نعم
الشيخ : هي
الطالب : الكوابح
الشيخ : الكوابح ، وماهي الكوابح
الشيخ : هي الفرامل
الطالب : تخفف السرعة
الشيخ : يعني تخفف السرعة أو توقف السيارة ، فعلى كل حال الغلو ليس حسناً ، لأن بعض الناس غلا في هذا حتى ترك ما قاله العلماء والفقهاء جانباً ، وصار لا يعبأ بهم ولا يهتم به ، بل بالغ بعضهم حتى قال إن الذي يرجع إلى كتب الفقهاء يكون مشركاً في الرسالة ، وليس عنده توحيد رسالة ، نعوذ بالله ، نعم ، سمعنا هذا ، فهذا خطأ ، خطأ عظيم ، العلماء لهم جهودهم المشكورة ، ومن كان منهم مجتهداً فأخطأ فهو معذور ، لكن لنا الحق بأن نرجع إلى كلامهم ونعرف قواعدهم، حتى نبني عليها وما أحسنها ، وما ضل من ضل من بعض الناس ، إلا بسب بعده عن معرفة القواعد العامة في الشريعة والتي ترجع إليها الفروع ، وفي هذا أيضاً من فوائد الحديث أنه قد يكون حامل الحديث غير فقيه في معناه ، وهذا هو الواقع ، نجد كثيراً من الرواة الذين رووا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وما أكثرهم نجدهم في الفقه ضعفاء ، لكن ما أكثر أو بالأصح كثير من هؤلاء الرواة يكون عنده علم وفقه مع تحمل الرواية ، وهذا كثير والحمد لله في أئمة الحديث ، فالأمام أحمد والأوزاعي وسفيان وغيرهم ممن جمع الله له بين العلم وبين الرواية ، ولكن الرسول لم يقل إن هذا حتم أن مَن تحمل يبلغه لمن هو أوعى منه.