حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا عبد الملك بن عمرو العقدي قال حدثنا سليمان بن بلال المديني عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل عن اللقطة فقال اعرف وكاءها أو قال وعاءها وعفاصها ثم عرفها سنةً ثم استمتع بها فإن جاء ربها فأدها إليه قال فضالة الإبل فغضب حتى احمرت وجنتاه أو قال احمر وجهه فقال وما لك ولها معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وترعى الشجر فذرها حتى يلقاها ربها قال فضالة الغنم قال لك أو لأخيك أو للذئب حفظ
القارئ : حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا عبد الملك بن عمرو العقدي قال حدثنا سليمان بن بلال المديني عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل عن اللقطة فقال: اعرف وكاءها أو قال وعاءها وعفاصها ثم عرفها سنةً ثم استمتع بها فإن جاء ربها فأدها إليه قال: فضالة الإبل فغضب حتى احمرت وجنتاه وقال: احمر وجهه فقال وما لك ولها معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وترعى الشجر فذرها حتى يلقاها ربها قال فضالة الغنم قال لك أو لأخيك أو للذئب ).
الشيخ : نعم . اللقطة يعني : المال الضائع كالدراهم مثلاً ، قال ( اعرف وكائها ، أو قال وعائها وعفاصها ) الوكاء يعني الخيط الذي تربط به ، والعفاص صفة الشد ، يعني شد الخيط ، هل هو عقدة أو عقدتان ، هل هو عقدة محكمة أو هو أنشوطة ، والأنشوطة تعرفونها
الطالب : لا
الشيخ : لا، ما تعرفون الأنشوطة ، الأنشوطة هو أنه يقول هكذا ، تشاهدون الآن؟ ثم إذا شاء أن يفكها هكذا، هذا محمد السالم ، يقول تكاكة ، وأظنه فسر الخفي بأخفى منه ، لكن على كل حال ، هذه هي الأنشوطة ، لا بد يعرف كيف الشد ويعرف الوعاء ، ماهو؟ جلد ، بلاستيك ، خرقه ، لا بد يعرف ، ثم بعد سنة ، بعد أن يعرفها سنة ، يستمتع بها ، يعني له أن يستمتع بها يعني أن ما قبل ذلك فلا ، يبقيها ، لا يتصرف فيها .
فلو مثلاً وجد صرة عشرة آلاف ريال فنقول له أبقها عندك ، وعرفها سنة ، كل يوم ولا كيف؟ بعض العلماء قال العرف، لأن الرسول صلى الله عليه سلم قال : حدد الزمن ولم يبين كيف يكون التعريف ، وبعضهم قال أول أسبوع كل يوم ، ثم كل جمعة ، ثم كل شهر ، حتى تتم السنة ، لكن هذا التقدير يحتاج إلى دليل، فنقول الرجوع في ذلك إلى العرف في كمية التعريف.
وكيفية التعريف بماذا؟ فيما سبق كانت البلاد مجتمعة، فيفوض إلى رجل من الناس ، يمشي في السوق وقت مجيء الناس ، وانحصارهم في السوق ، يبحث عن صاحبها ، أما الآن فقد انتشر البلاد ، كل بلد من بلادنا كبر كبراً عظيماً ، فهناك سائل منها : نشر ذلك في الصحف لا سيما إذا كانت المسألة ، إذا كانت اللقطة ذات خطرٍ كبير ، يعني أنها كبيرة ، أو في منشورات على أبواب المساجد، أو ما أشبه ذلك ، وعلى من تكون نفقة التعريف؟ قيل على الملتقط ، لأن الرسول قال : عرفها ، فأوجب على الملتقط أن يعرفها ، فإذا كان لا يتم التعريف الذي أمر به الرسول عليه الصلاة والسلام إلا بنفقة؟ فعليك ، "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب" وقيل بل على صاحب اللقطة إذا وجدها ، أي على رب اللقطة ، إذا وجدها ، لأن التعريف لمصلحة من ؟ لمصلحة صاحبها ، وقيل على بيت المال ، لأن هذه من المصالح العامة ، فيرجع هذا المنشد إلى بيت المال والأقرب أنه يرجع على صاحبها ، لأن المصلحة له ، وبيت المال محترم لمصالح المسلمين، لا لتسديد الديون عن، عن شخص ، أو شخصين.
وفي هذا الحديث جواز إطلاق الرب على غير الله عز وجل ، والرب بأل لا يجوز إلا لله ، كما جاء في الحديث الصحيح: ( أما الركوع فعظموا فيه الرب ) وفي الحديث أيضاً : ( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ) وأما الرب مضافاً فإنه يطلق على المالك ، وإن لم يكن رب العالمين عز وجل ، ثم سأله عن ضالة الإبل ، فغضب الرسول عليه الصلاة والسلام ، غضب ، لماذا؟ لأن ضالة الإبل إذا تركت ذهبت إلى ربها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يجدها ربها، وألحق العلماء رحمهم الله في ذلك كل ما يمتنع من الذئب ونحوه ، من صغار السباع مثل
الطالب : البقر
الشيخ : مثل البقرة ، البقرة تمتنع من الذئب ، لو جاء الذئب ليأكلها ما يستطيع ، الحمار؟ الحمار قال بعض العلماء أنه يمتنع ، ولكن الواقع يشهد بخلاف ذلك ، أن الحمار لا يمتنع من الذئب ، بل الحمار إذا شم رائحة الذئب وقف، نعم ، كأنه يقول تفضل ، ولا يمتنع من لا يمتنع من الذئب وشبهه، هذا هو الواقع ، قال العلماء وكذلك ما يمتنع من السباع بعدوه ، لا بقوته وتحمله ، بعدوه ، مثل: الضباء، أو بطيرانه ، مثل الحمام والصقور ، وشبهها ، إذاً فالقاعدة أن كل ما يمتنع من صغار السباع فإنه لا يجوز التقاطه ، وسبق قبل ليال يسيرة أنه يستثنى ذلك ما ، إذا إيش ؟ إذا خاف عليها من قطاع الطريق ، فإنه في هذه الحال له أن يلتقطها إن لم نقل بوجوب ذلك .