حدثنا موسى قال حدثنا أبو عوانة عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي ومن رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ومن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار حفظ
القارئ : حدثنا موسى قال حدثنا أبو عوانة عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي ومن رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ومن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار )
الشيخ : تسموا باسمي الظاهر أن هذا الأمر للإباحة ، لأنه قلنا بالنهي في قوله : تكتنوا بكنيتي وإلا فإن عبد الله وعبد الرحمن أفضل من محمد يعني أن تسمي بعبد الله أو عبد الرحمن أفضل من أن تسمي بمحمد لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن ) وأما ما اشتهر عند العامة خير الأسماء ما حمد وعبد فهذا لا أصل له .
ثم قال: ( تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي ) كنيته أبو القاسم ، واختلف العلماء رحمهم الله هل النهي عن الجمع بينهما فكأنه قال إذا سميتم باسمي فلا تكتنوا بكنيتي ، وإذا اكتنيم بكنيتي فلا تسموا باسمي يعني فيكون نهي عن الجمع ، أو النهي مطلقاً ، يعني النهي عن التكني بكنيته مطلقاً ، وهل النهي في حياته؟ أو في حياته وبعد مماته أكثر العلماء يقولون إن النهي في حياته أما بعد مماته فلا بأس ، وعللوا ذلك بأن النبي عليه الصلاة والسلام نادى رجل آخر قال يا أبا القاسم فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال أعني ذاك ، قالوا ففي حياته إذا اكتنى أحد بكنيته نودي بهذه الكنية فالتبس ، أما بعد موته فإن المحذور زائل.
وقوله ، نعم ، ( من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ) من رآني يعني رؤيا منام فقد رآني يعني فأنا الذي أراه فإن الشيطان لا يتمثل بي، وعلم به في صورتي وعلم منه أن الشيطان قد يتمثل بصورة غيره من الناس وهو كذلك .
واشتهر عند العامة أن الإنسان إذا رأى والده أو أمه أو أحد من أقاربه في المنام فإنه يجب أن يتصدق عنه في ذلك اليوم ، نعم ، وقال إنه لم يأتي إليه في المنام إلا وهو يستجديه ويسأله يعني يقول أعطني ولكن هذا ليس بشيء ، ولا يجوز إثبات حكم من الأحكام الشرعية في المنام إلا ما شهد به الشرع ، فما شهد به الشرع فإنه يثبت مثل قول الرسول عليه الصلاة والسلام للصحابة الذين رأو ليلة القدر قال: ( أرى رؤياكم قد تواطأ في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحراها بالسبع الأواخر ) فهذا أقره الرسول عليه الصلاة والسلام كذلك لو أن أحداً رأى في المنام شيئاً حكماً شرعياً يطابق الحكم الشرعي المعروف في اليقظة فلا بأس ، ويذكر أنه لم تنفذ وصية موصٍ بعد موته إلا وصية ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه فإن ثابت بن قيس بن شماس كان من خطباء الرسول عليه الصلاة والسلام وكان جهوري الصوت ، فلما نزلت الآية : (( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون )) اختفى في ببيته يبكي ، خاف أن يحبط عمله وهو لا يشعر ، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام أرسل إليه وبين له أنه ليس كذلك وأخبر أنه يقتل شهيداً وقتل في اليمامة ، قتل رضي الله عنه في اليمامة ، فمر به رجل من الجند فوجد عليه درعاً ، فأخذ الدرع منه وذهب إلى مكانه هذا الآخذ في طرف الجند ووضع على الدرع برمة ، والبرمة تشبه القدر لكنها من الخزف ، ثم إن ثابت بن قيس رآه صاحب له في المنام ، فأخبره ثابت بأنه مر به أظنه عينه قال فلان بن فلان أو لا ، أو قال رجل من الجند وإنه أخذ الدرع ووضعه تحت برمة في طرف العسكر وعندها فرس تستن، فلما أصبح الرجل أخبر خالد بن الوليد رضي الله عنه بذلك ثم ذهبوا إلى المكان طرف العسكر ووجدوا أن الأمر كذلك ، وجدوا أن الأمر كذلك وهذه تعد من كرامة الرجل ثم أوصى صاحبه ، قال إذا أتيت أبي بكر فقل كذا وكذا وذكر وصاياه فلما بلغت أبي بكر نفذها ، قال أهل العلم ولم يوجد أو ولم يعلم أحد نفذت وصيته بعد موته إلا ثابت بن قيس رضي الله عنه الشاهد أن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يتمثل الشيطان به أبداً ، ولكن كثيرا ما يسأل الناس يقول رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم البارحة ثم يذكر ما يذكر فهل نجزم بأنه رآه أو لا بد أن نعرض ما رأى على أوصاف الرسول عليه الصلاة والسلام، الثاني ، لا بد أن نعرض ، لأنه إذا لم تكن أوصاف ما رأى مطابقة لأوصاف الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهذا كذب ولا يقال كيف تقول كذب والشيطان لايتمثل في صورته، قلنا نعم ، لأن هذه ليس صورته ، وإن وقع في قلب الرائي أنه الرسول فليس الرسول كما أنه ربما يأتي الشيطان ويدعي أنه الله في المنام، ويذكر أن عبد القادر الجيلاني رأى في المنام نوراً عظيماً فجعل يخاطب من نحو هذا النور بكلام منها أنه قيل له إني وضعت عنك الصلوات ، فلما قال هذا الكلام عرف أنه ليس الله ، كيف يضع عني الصلاة فقال كذبت ولكنك شيطان ، يقول فلما قال ذلك تفرق هذا النور ، تمزق ، راح ، واضح ، فإذا الشيطان ربما يتمثل بشيء يوهم الرائي في المنام أنه الرسول وليس إياه، طيب لو أن ، لو أن الرسول ، لو أن الذي رآه الرائي في المنام أخبره بأشياء أحكام شرعية ، فهل يجوز أن يقبل من هذا المرئي الأحكام الشرعية؟
الطالب : ... التفصيل
الشيخ : ما هو التفصيل يا محجوب
الطالب : إذا كانت الأحكام ترتبط على الأحكام التي توجد فيأخذ به ...، وأما إذا كانت يعني منكرة فإنه لا يؤخذ
الشيخ : ما تقولون في هذا
الطالب : لا يفعل
الشيخ : لا صحيح ، كما قال إذا كنت الأحكام التي ذكرها في المنام تطابق اللأحكام الشرعية التي في اليقظة فلا بأس أن نأخذ بها ، ويكون هذا من باب التنبيه أن الله من على هذا الرجل الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم ، ونبهه بها وإلا فلا يؤخذ، ومن هذا ما حكاه ابن القيم عن شيخه شيخ الإسلام بن تيمية أنه أشكل عليه أحكام في بعض المسائل فأري النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وسأله عن هذه الأشياء منها قال له يا رسول الله تقدم بين أيدينا جنائز يعني لا ندري هل هم من المبتدعة الجهمية الكفار أو من المسلمين ما ندري فقال له عليك بالشرط يا أحمد ، عليك بالشرط ، كيف ، تقول اللهم إن مكان مؤمناً فاغفر له وارحمه ، إن كان مؤمناً اغفر له وارحمه ، وهذا لا ينافي الأحكام الشرعية التي في اليقظة ، لأن الله تعالى علق الدعاء بالشرط في قصة اللعان، قال الزوج شهادة الزوج يقول : (( والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين )) وهي تقول المرأة (( والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين )) فتجدون الآن الدعاء معلق بالشرط مثله اللهم إن كان مؤمناً هذا دعاء معلق بالشرط ، واضح ، فيؤخذ بهذا ، لأن هذا مطابق للحكم الشرعي المعروف في اليقظة ، طيب لكن المشكلة الآن لو فرض ولكنه أقوله فرضا ولا أظنه يقع أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام على
وصفه ثم أخبره بشيء يخالف شريعته في اليقظة ، ماذا نقول؟ نقول هذا مستحيل ، هذا مستحيل أبداً فإما أن يكون كاذباً وأن الرجل لم يضبط الصورة تماماً ، ولكن ظنها منطبقة على أوصاف الرسول أو لغير ذلك ، ( ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) هذا الشاهد ولكن إذا قال قائل ذكر الرسول ثلاثة أحكام ما وجه ارتباط بعضها ببعض قلنا وجه الارتباط ظاهر، التسمي باسمه كالقول بقوله ، يعني من كذب علي يعني قال شيئاً يقول للناس إنه قولي ، وكذلك التسمي باسمه يظهر المتسمي وكأنه رسول الله ، كذلك أيضاً في المنام لو قال أحد رأيت الرسول وهو كاذب فحينئذٍ كذب على الرسول أو لم يكذب؟ كذب على الرسول قال رآه ولم يره ، فلهذا هذه هي المناسبة في قوله : ( ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) .
الشيخ : تسموا باسمي الظاهر أن هذا الأمر للإباحة ، لأنه قلنا بالنهي في قوله : تكتنوا بكنيتي وإلا فإن عبد الله وعبد الرحمن أفضل من محمد يعني أن تسمي بعبد الله أو عبد الرحمن أفضل من أن تسمي بمحمد لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن ) وأما ما اشتهر عند العامة خير الأسماء ما حمد وعبد فهذا لا أصل له .
ثم قال: ( تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي ) كنيته أبو القاسم ، واختلف العلماء رحمهم الله هل النهي عن الجمع بينهما فكأنه قال إذا سميتم باسمي فلا تكتنوا بكنيتي ، وإذا اكتنيم بكنيتي فلا تسموا باسمي يعني فيكون نهي عن الجمع ، أو النهي مطلقاً ، يعني النهي عن التكني بكنيته مطلقاً ، وهل النهي في حياته؟ أو في حياته وبعد مماته أكثر العلماء يقولون إن النهي في حياته أما بعد مماته فلا بأس ، وعللوا ذلك بأن النبي عليه الصلاة والسلام نادى رجل آخر قال يا أبا القاسم فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال أعني ذاك ، قالوا ففي حياته إذا اكتنى أحد بكنيته نودي بهذه الكنية فالتبس ، أما بعد موته فإن المحذور زائل.
وقوله ، نعم ، ( من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ) من رآني يعني رؤيا منام فقد رآني يعني فأنا الذي أراه فإن الشيطان لا يتمثل بي، وعلم به في صورتي وعلم منه أن الشيطان قد يتمثل بصورة غيره من الناس وهو كذلك .
واشتهر عند العامة أن الإنسان إذا رأى والده أو أمه أو أحد من أقاربه في المنام فإنه يجب أن يتصدق عنه في ذلك اليوم ، نعم ، وقال إنه لم يأتي إليه في المنام إلا وهو يستجديه ويسأله يعني يقول أعطني ولكن هذا ليس بشيء ، ولا يجوز إثبات حكم من الأحكام الشرعية في المنام إلا ما شهد به الشرع ، فما شهد به الشرع فإنه يثبت مثل قول الرسول عليه الصلاة والسلام للصحابة الذين رأو ليلة القدر قال: ( أرى رؤياكم قد تواطأ في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحراها بالسبع الأواخر ) فهذا أقره الرسول عليه الصلاة والسلام كذلك لو أن أحداً رأى في المنام شيئاً حكماً شرعياً يطابق الحكم الشرعي المعروف في اليقظة فلا بأس ، ويذكر أنه لم تنفذ وصية موصٍ بعد موته إلا وصية ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه فإن ثابت بن قيس بن شماس كان من خطباء الرسول عليه الصلاة والسلام وكان جهوري الصوت ، فلما نزلت الآية : (( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون )) اختفى في ببيته يبكي ، خاف أن يحبط عمله وهو لا يشعر ، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام أرسل إليه وبين له أنه ليس كذلك وأخبر أنه يقتل شهيداً وقتل في اليمامة ، قتل رضي الله عنه في اليمامة ، فمر به رجل من الجند فوجد عليه درعاً ، فأخذ الدرع منه وذهب إلى مكانه هذا الآخذ في طرف الجند ووضع على الدرع برمة ، والبرمة تشبه القدر لكنها من الخزف ، ثم إن ثابت بن قيس رآه صاحب له في المنام ، فأخبره ثابت بأنه مر به أظنه عينه قال فلان بن فلان أو لا ، أو قال رجل من الجند وإنه أخذ الدرع ووضعه تحت برمة في طرف العسكر وعندها فرس تستن، فلما أصبح الرجل أخبر خالد بن الوليد رضي الله عنه بذلك ثم ذهبوا إلى المكان طرف العسكر ووجدوا أن الأمر كذلك ، وجدوا أن الأمر كذلك وهذه تعد من كرامة الرجل ثم أوصى صاحبه ، قال إذا أتيت أبي بكر فقل كذا وكذا وذكر وصاياه فلما بلغت أبي بكر نفذها ، قال أهل العلم ولم يوجد أو ولم يعلم أحد نفذت وصيته بعد موته إلا ثابت بن قيس رضي الله عنه الشاهد أن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يتمثل الشيطان به أبداً ، ولكن كثيرا ما يسأل الناس يقول رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم البارحة ثم يذكر ما يذكر فهل نجزم بأنه رآه أو لا بد أن نعرض ما رأى على أوصاف الرسول عليه الصلاة والسلام، الثاني ، لا بد أن نعرض ، لأنه إذا لم تكن أوصاف ما رأى مطابقة لأوصاف الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهذا كذب ولا يقال كيف تقول كذب والشيطان لايتمثل في صورته، قلنا نعم ، لأن هذه ليس صورته ، وإن وقع في قلب الرائي أنه الرسول فليس الرسول كما أنه ربما يأتي الشيطان ويدعي أنه الله في المنام، ويذكر أن عبد القادر الجيلاني رأى في المنام نوراً عظيماً فجعل يخاطب من نحو هذا النور بكلام منها أنه قيل له إني وضعت عنك الصلوات ، فلما قال هذا الكلام عرف أنه ليس الله ، كيف يضع عني الصلاة فقال كذبت ولكنك شيطان ، يقول فلما قال ذلك تفرق هذا النور ، تمزق ، راح ، واضح ، فإذا الشيطان ربما يتمثل بشيء يوهم الرائي في المنام أنه الرسول وليس إياه، طيب لو أن ، لو أن الرسول ، لو أن الذي رآه الرائي في المنام أخبره بأشياء أحكام شرعية ، فهل يجوز أن يقبل من هذا المرئي الأحكام الشرعية؟
الطالب : ... التفصيل
الشيخ : ما هو التفصيل يا محجوب
الطالب : إذا كانت الأحكام ترتبط على الأحكام التي توجد فيأخذ به ...، وأما إذا كانت يعني منكرة فإنه لا يؤخذ
الشيخ : ما تقولون في هذا
الطالب : لا يفعل
الشيخ : لا صحيح ، كما قال إذا كنت الأحكام التي ذكرها في المنام تطابق اللأحكام الشرعية التي في اليقظة فلا بأس أن نأخذ بها ، ويكون هذا من باب التنبيه أن الله من على هذا الرجل الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم ، ونبهه بها وإلا فلا يؤخذ، ومن هذا ما حكاه ابن القيم عن شيخه شيخ الإسلام بن تيمية أنه أشكل عليه أحكام في بعض المسائل فأري النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وسأله عن هذه الأشياء منها قال له يا رسول الله تقدم بين أيدينا جنائز يعني لا ندري هل هم من المبتدعة الجهمية الكفار أو من المسلمين ما ندري فقال له عليك بالشرط يا أحمد ، عليك بالشرط ، كيف ، تقول اللهم إن مكان مؤمناً فاغفر له وارحمه ، إن كان مؤمناً اغفر له وارحمه ، وهذا لا ينافي الأحكام الشرعية التي في اليقظة ، لأن الله تعالى علق الدعاء بالشرط في قصة اللعان، قال الزوج شهادة الزوج يقول : (( والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين )) وهي تقول المرأة (( والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين )) فتجدون الآن الدعاء معلق بالشرط مثله اللهم إن كان مؤمناً هذا دعاء معلق بالشرط ، واضح ، فيؤخذ بهذا ، لأن هذا مطابق للحكم الشرعي المعروف في اليقظة ، طيب لكن المشكلة الآن لو فرض ولكنه أقوله فرضا ولا أظنه يقع أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام على
وصفه ثم أخبره بشيء يخالف شريعته في اليقظة ، ماذا نقول؟ نقول هذا مستحيل ، هذا مستحيل أبداً فإما أن يكون كاذباً وأن الرجل لم يضبط الصورة تماماً ، ولكن ظنها منطبقة على أوصاف الرسول أو لغير ذلك ، ( ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) هذا الشاهد ولكن إذا قال قائل ذكر الرسول ثلاثة أحكام ما وجه ارتباط بعضها ببعض قلنا وجه الارتباط ظاهر، التسمي باسمه كالقول بقوله ، يعني من كذب علي يعني قال شيئاً يقول للناس إنه قولي ، وكذلك التسمي باسمه يظهر المتسمي وكأنه رسول الله ، كذلك أيضاً في المنام لو قال أحد رأيت الرسول وهو كاذب فحينئذٍ كذب على الرسول أو لم يكذب؟ كذب على الرسول قال رآه ولم يره ، فلهذا هذه هي المناسبة في قوله : ( ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) .