وعن إبراهيم قال قال صالح بن كيسان قال ابن شهاب ولكن عروة يحدث عن حمران فلما توضأ عثمان قال ألا أحدثكم حديثًا لولا آية ما حدثتكموه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يتوضأ رجل يحسن وضوءه ويصلي الصلاة إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة حتى يصليها قال عروة الآية :(( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات..)) حفظ
القارئ : وعن ابراهيم قال : قال صالح بن كيسان قال : ابن شهاب ولكن عروة يحدث حمران : ( فلما توضأ عثمان قال : ألا أحدثكم حديثا لولا آية ما حدثتكموه ؟ سمعت النبي صلّى الله عليه وسلم يقول : لا يتوضأ رجل يحسن وضوءه ويصلي الصلاة إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة حتى يصليها ) . قال عروة الآية : (( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات )).
الشيخ : الشاهد من هذا الحديث قوله : " غسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاث مرار ثم غسل رجليه ثلاث مرار إلى الكعبين " فهذا هو الوضوء ثلاث مرات ، فهل الأكمل أن يستمر على الوضوء ثلاث مرات لأنه أبلغ في التطهير وأكثر عملا، ففيه فائدتان : كثرة العمل ، وأنه أبلغ في التطهير ، أو الأولى أن يأتي بالسنة ، فمرة مرة، ومرة مرتين ومرة ثلاث، أيهما ؟.
الثاني هو الأفضل ، أن يتوضأ الإنسان مرة مرة أحيانا ، ومرتين مرتين أحيانا ، وثلاثا ثلاثا أحيانا، لأن موافقة السنة أفضل من كثرة العمل، انتبهوا لهذا .
موافقة السنة أفضل من كثرة العمل، لأن موافقة السنة يشعر الإنسان بأنه متبع للرسول صلّى الله عليه وسلم فيزداد بهذا إيمانا، ويكمل اتباعه ، ولهذا لو أن رجلين صليا سنة الفجر أحدهما أطال القراءة وأطال الركوع والسجود ودعا وسبح كثيرا ، والثاني اقتصر في القراءة على آيتين فقط، آية في الركعة الأولى ، وآية في الركعة الثانية (( قل قولوا آمنا بالله )) و (( قل يا أهل الكتاب )) وخفف الركوع والسجود والقيام والقعود ، فأيهما أفضل ؟ .
الثاني أفضل ، وإن كان الأول أكثر عملا ، لكن هذا أوفق للسنة وأتبع ، ولهذا قال النبي صلّى الله عليه وسلم للرجلين الذين تيمما لعدم الماء ثم صليا ثم وجدا الماء ، فأحدهما توضأ وأعاد الصلاة ، والثاني لم يتوضأ ، فقال للذي لم يعد : ( أصبت السنة ) وقال للثاني : ( لك الأجر مرتين ) أيهما أفضل ؟ .
الأول ، لأن إصابة السنة ليس بالأمر الهين ، وقوله للأول : ( أصبت السنة ) يفهم منها أن الثاني لم يصب السنة ، لكن لما عمل عملا مجتهدا فيه يعتقده الواجب عليه أثيب على ذلك.
طيب لو أن إنسانا قال أنا أريد إذا تيممت لعدم الماء ثم وجدت الماء أن أعيد الوضوء والصلاة لأحصل على الأجر مرتين، ماذا نقول له ؟ .
نقول لا، الآن ليس لك الأجر مرتين ، لأنه لا مجال للاجتهاد الآن، الآن بانت السنة واتضحت ، فليس لك الأجر مرتين، بل قد نقول عليك إثم في الإعادة لأن هذا ليس من السنة.
فالحاصل أن الأفضل في الوضوء أن يتوضأ الإنسان أحيانا مرة مرة ، وأحيانا مرتين ، وأحيانا ثلاث ، والله أعلم .