تتمة شرح الحديث : حدثنا آدم بن أبي إياس قال حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال العبد في صلاة ما كان في المسجد ينتظر الصلاة ما لم يحدث فقال رجل أعجمي ما الحدث يا أبا هريرة قال الصوت يعني الضرطة حفظ
القارئ : عن أبي هريرة قال : قال النبي صلّى الله عليه وسلم : ( لا يزال العبد في صلاة ما كان في المسجد ينتظر الصلاة ما لم يحدث ) . فقال رجل أعجمي : ما الحدث يا أبا هريرة ؟ قال : الصوت يعني الضرطة .
الشيخ : استدل بعض العلماء بهذا الحديث على أنه يجوز للإنسان أن يحدث في المسجد بالضرطة أو الفسوة ، ولكن هذا الاستدلال فيه نظر ، ولو استدل به على أنه لا يجوز لكان له وجه، ووجه ذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام جعل عقوبة من أحدث أن يحرم من أجر الصلاة ، وحرمان الأجر يشبه حصول الوزر ، ولأن الضرطة لها رائحة كريهة تؤذي الملائكة ، وتؤذي الناس إذا كان معه أناس ، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام فيمن أكل بصلا أو ثوما قال : ( لا يقربن مساجدنا ) بل كانوا إذا وجدوا الرجل قد أكل بصلا أو ثوما في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام يخرجونه من المسجد يطردونه طردا إلى البقيع لئلا يؤذي الناس برائحته ، فالذي يظهر أنه لا يجوز للإنسان أن يخرج الفسوة أو الضرطة في المسجد .
لكن إن غلبته وخرجت فلا إثم عليه لأنه لم يتعمد ، واحيانا يكون في الإنسان غازات شديدة يعجز أن يملك نفسه فيمنعها .