فوائد حفظ
الشيخ : وفي الحديث الثاني حديث أبي سعيد اعتذار الأكبر من الأصغر لقوله : ( لعلنا أعجلناك ) .
وفيه أيضا صراحة الصحابة رضي الله عنهم حيث قال الرجل : ( نعم ) ولم يقل : لا الأمر سهل ما أعجلتموني ، كما نفعله نحن الآن، نحن ليس عندنا الصراحة كصراحة هذا الصحابي، لو أن أحدا قرع عليك الباب فخرجت وأنت تأكل تعلك التمرة أو اللحم، قال : عسى ما قومناك من أكلك، ماذا تقول له ؟ .
الطالب : أبدا.
الشيخ : تقول لا ، وأنت قائم من الأكل، أنت الآن تمضغ اللقمة في فمك وتقول : لا، الذي ينبغي للإنسان أن يكون صريح، يقول : نعم، أقمتني من أكلي ولكن الأمر سهل، أما أن يقول لا أبدا ما قومتني، كيف هذه ؟ .
فالمهم أن الصحابة رضي الله عنهم عندهم من الصراحة ما يجعلهم يقولون الشيء سواء كان عليهم أو لهم.
وذكر لنا أن رجلين من أهل هذا البلد قديما في زمن قديم ، قدما من الحج وكان الحج فيما سبق متعبا لأن الناس يحجون على الإبل ، فجاء الناس يهنئونهم بالقدوم كما هي العادة ، فقالوا لأحدهم : عسى ما تكلفت ؟ قال : أبدا لا الحمد لله ما تكلفت ، فقال له الثاني الذي شاركه في السفر: لا والله يا أخي إلا تكلفنا ، ولكن أعظم للأجر، فأيهما أصرح ؟ .
الثاني أصرح، فأنت يا أخي قل الواقع واعتذر منه إذا كان مما يعتذر منه.
وفي قوله : ( إذا أعجلت أو قحطت ) أعجلت : يعني أحد أعجلك فنزعت من الجماع قبل أن تنزل ، قحطت : يعني امتنع المني أن ينزل إما لكسل أو لغير ذلك ، وهو مأخوذ من قَحطت السماء أو قُحطت بمعنى امتنع المطر منها.
وقوله صلّى الله عليه وسلم ( فعليك الوضوء ) ذكرنا لكم أن هذا كان في أول الأمر ثم نسخ ووجب على الإنسان أن يغتسل إذا جامع زوجته سواء أنزل أو لم ينزل، يجب عليها وعلى الرجل أيضا .