فوائد حفظ
الشيخ : وفي حديث أسامة دليل على جواز الوضوء الخفيف ، فإن أسامة ذكر أن النبي صلّى الله عليه وسلم توضأ ولم يسبغ .
وفيه أيضا أنه لا بأس أن الإنسان يتوضأ الوضوء الذي لا إسباغ فيه حتى تحين الصلاة ثم يتوضأ الوضوء الذي فيه إسباغ ، لأن الرسول صلّى الله عليه وسلم لما وصل إلى مزدلفة توضأ فأسبغ الوضوء بخلاف ما كان في الطريق ، وكأن النبي صلّى الله عليه وسلم يحب أن يكون على طهارة لكنه في الطريق لم يسبغ لأن الحال تقتضي المبادرة والمشي.
وهل يسن للحاج أن يذهب إلى الشعب ويبول ويتوضأ اقتداء برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ؟ .
الصحيح لا، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يفعل ذلك، يعني يتتبع الأماكن التي بال فيها النبي صلّى الله عليه وسلم فيبول فيها ، ويتوضأ فيها .
لكن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول : " لم يوافقه أحد من الصحابة على هذا الأصل لأن النبي صلّى الله عليه وسلم إنما فعله اتفاقا " يعني وافق أنه احتاج إلى نقض الوضوء هناك أو إلى قضاء الحاجة .
وأنا عدلت عن كلمة نقض الوضوء لأن الفقهاء رحمهم الله قالوا : الأولى أن يقول أبول ولا يقول أنقض الوضوء .