تتمة شرح الحديث : حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن هشام بن عروة عن امرأته فاطمة عن جدتها أسماء بنت أبي بكر أنها قالت أتيت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين خسفت الشمس فإذا الناس قيام يصلون وإذا هي قائمة تصلي فقلت ما للناس فأشارت بيدها نحو السماء وقالت سبحان الله فقلت آية فأشارت أي نعم فقمت حتى تجلاني الغشي وجعلت أصب فوق رأسي ماءً فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حمد الله وأثنى عليه ثم قال ما من شيء كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل أو قريب من فتنة الدجال لا أدري أي ذلك قالت أسماء يؤتى أحدكم فيقال له ما علمك بهذا الرجل فأما المؤمن أو الموقن لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا واتبعنا فيقال له نم صالحًا فقد علمنا إن كنت لمؤمنًا وأما المنافق أو المرتاب لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته حفظ
الشيخ : ... على كبر سنه يعني في السنة العاشرة من الهجرة ، كم عمره ؟ .
السائل : اثنان وستون وأشهر ، يعني ثلاثة وستين .
الشيخ : نعم عمره ثلاث وستون يعني حوالي فوق اثنين وستين، قام في الناس يصلي صلاة طويلة طويلة طويلة حتى أن بعضهم عجر عن القيام وأصابه الغشي من طول القيام ، والنبي عليه الصلاة والسلام يصلي هذه الصلاة العظيمة التي هي آية في الشريعة لأنه لا يوجد لها نظير، لا يوجد لها نظير في الشريعة كما أن الكسوف لا يوجد له نظير في الأيام المعتادة ، فهي آية شرعية لآية كونية ، وهذه مناسبة عظيمة لو كنا نتعقل ونتفهم ، لماذا عدل الرسول عن الصلاة العادية إلى هذه ؟ .
لأجل أن نعرف أنها آية لآية .
فنقول صار يصلي في الناس، ( فجاءت أسماء فإذا الناس قيام يصلون وإذا هي قائمة تصلي يعني عائشة فقلت : ما للناس فأشارت بيدها نحو السماء ) والظاهر والله أعلم أن أسماء أتت بعد أن بدأ التجلي أو أنها أتت قبل أن ينتهي الكسوف الكلي ، لأنه إذا كسوفا كليا فلا بد أن يتبين ويظهر ، يعني تكون الأرض كأنك بالليل، أنا أدركت سنة من السنين عام 73 صار كسوف كلي، كلي مرة، وصارت النجوم ترى في النهار ، وصار ظلمة، الناس أوقدوا المصابيح في البيوت، لأنه صار ظلمة، فالله على كل شيء قدير .المهم الظاهر أنها إما قبل أن يتم الكسوف أو أنه بعد أن بدأ يتجلى.
( فأشارت بيدها نحو السماء وقالت : سبحان الله ) جمعت بين القول والفعل ، وسبحان الله كلمة لا تبطل الصلاة لأنها ذكر مشروع في الصلاة ليست كلام الآدميين.
( فقلت آية فأشارت أي نعم ) هذه إشارتان الأولى للسمع والثانية أي نعم، كيف تجرى أي نعم ؟ .
السائل : بهز الرأس.
الشيخ : بهز الرأس ، أي نعم، طيب ( فقمت ) يعني قامت تصلي ( حتى تجلاني الغشي ) تجلاني يعني صار مثل الجلال علي يعني تغشاها مرة ( وجعلت أصب فوق رأسي ماء ) مما حصل لها من الغشي .
( فلما انصرف رسول الله صلّى الله عليه وسلم حمد الله وأثنى عليه ثم قال : ما من ... ) الخ . لما انصرف خطب ، وكان يبدأ خطبه بالحمد والثناء، الحمد وصف المحمود بالكمال ، والثناء تكرار هذا الوصف، ومن فسر الحمد بالثناء ففي تفسيره تساهل لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( إن الله قال : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فإذا قال : الحمد لله رب العالمين قال : حمدني عبدي، وإذا قال : الرحمن الرحيم قال ) ماذا ؟ ( أثنى علي عبدي ) .
... ويدل أيضا أن الحمد غير الثناء قوله : ( حمد وأثنى ) والعطف يقتضي المغايرة .
ثم قال : ( ما من شيء كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار ) يعني ما من شيء لم أره مما أخبر الله عنه مما سيكون إلا رآه في مقامه هذا حتى الجنة والنار، رأى الجنة والنار رأي عين، ورأى في الجنة عنقودا فتقدم ليتناوله لكنه لم يفعل لم يتناوله قال : ( ولو تناولته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ) ولكن الله عز وجل لم يرد أن يتناول منه شيئا، ورأى النار وفيها من يعذب حتى إنه خاف أن يصيبه من لفحها فتأخر عليه الصلاة والسلام ، تقهقر .
رأى فيها عمرو بن لحي الخزاعي يجر قصبه في النار ، يعني أمعاءه لأنه هو أول من أدخل الشرك في العرب و السوائب .
ورأى فيها امرأة تعذب في هرة حبستها حتى ماتت لا هي أطعمتها ولا أرسلتها تأكل من خشاش الأرض .
ورأى فيها صاحب المحجل الذي يسرق الحجاج بمحجله ، رجل سروق لص يسرق الحاج بالمحجل ، إذا مر من عند الحجاج من عند أمتعتهم شبكها في المحجل إن تفطن له صاحب المتاع قال والله المحجل مسكها وإن لم يتفطن له مشى، حيلة لكنه يعذب في محجله في النار نسأل الله العافية، فرأى شيئا عجيبا يقول في رواية أحمد : ( لم أر منظرا أفظع منه ) لأنه رأى الجنة والنار والناس يعذبون فيها ، صعبة ، ولهذا تأثر النبي صلّى الله عليه وسلم تأثرا عظيما وقام وخطب خطبة عظيمة بليغة حتى قال : ( إنكم سترون أمورا تنكرونها وتقولون هل ذكر لنا رسول الله منها شيئا ) .
يقول : ( ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل أو قريبا من فتنة الدجال ) قريبا : فيها نسختان ، قريبا وقريب بدون تنوين ، ( من فتنة الدجال ، لا أدري أي ذلك قالت أسماء ) يعني هل قالت : مثل فتنة الدجال
أو قالت : قريبا منها .
فتنة الدجال مضرب المثل ، لأنه ما بعد خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة أشد من فتنة الدجال ، ومن أراد أن يتبين له ذلك فليقرأ الأحاديث الواردة في ذلك .
في القبور أيضا فتنة عظيمة الإنسان له إلا ساعات من أهله في الدنيا ، ينفرد بعمله ويأتيه ملكان لم يرهما من قبل ويجلسانه ويناقشانه ، هذه فتنة عظيمة نسأل الله لنا ولكم الثبات، فتنة عظيمة من أشد ما يكون من الفتن ، ويسألانه عن أمر مقره القلب وليس الجوارح اللي يستطيع الإنسان أن يصلح العمل الظاهر أمام الناس ، لكنه يسأل عن أمر باطن محله القلب : من ربك وما دينك ومن نبيك . غير المؤمن وإن كان قد حفظها عن ظهر قلب لا يوفق للإجابة ، والمؤمن يوفق للإجابة يقول : ربي الله ونبيي محمّد وديني الإسلام ، اللهم اجعلنا ممن يجيب بهذا الجواب، هذا هو الجواب السديد الذي به ينجو المرء .
ويقول في الحديث : ( ما علمك بهذا الرجل ؟ ) يعني محمّدا صلّى الله عليه وسلم ( فأما المؤمن أو الموقن لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول : هو محمّد رسول الله ) صلوات الله وسلامه عليه ( جاءنا بالبينات والهدى )، بالبينات : بالآيات البينات الدالة على صدقه وأنه رسول الله حقا، والهدى العلم ، وكنا جاهلية فمن الله علينا بهذا الدين ، فكنا علماء وكنا قادة العالم في العلم والسياسة وسائر الأمور حتى تخلفنا بسبب عدم التمسك بهذا الدين ، وصرنا الآن أمة مؤخرة ، لسنا ولا في الوسط ، مؤخرة لأننا تأخرنا عن التمسك بديننا نسأل الله أن يثبتنا عليه.
يقول : ( فأجبنا ) أجبنا دعاءه ( وآمنا ) صدقنا بأخباره ( واتبعنا ) اتبعنا آثاره صلى الله عليه وسلّم ( فيقال نم صالحا ) نم صالحا وهذه النومة ما أسرعها ثم تقوم الساعة ، لأن الإنسان في النوم وفي الموت أيضا يمضي عليه الزمن بسرعة، بسرعة هائلة، أصحاب الكهف بقوا في كهفهم ثلاثمئة سنين وازدادوا تسعا ، ولما صحوا (( قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم ))، والذي أماته الله مئة عام قال له : كم لبث ؟ (( قال لبثت يوما أو بعض يوم ))، فكيف إذا نام في القبر وقد فتح له باب إلى الجنة يأتيه من روحها ونعيمها ، سوف تمضي عليه الدهور والأزمان وملايين السنين وكأنها لحظات .
( نم صالحا فقد علمنا إن كنت لمؤمنا ) إن هذه للتوكيد مخففة من الثقيلة بدليل أنه أتى بعدها باللام ( إن كنت لمؤمنا ) .
(وأما المنافق ) الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر ( أو المرتاب ) الشاك نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الشك والنفاق ( لا أدري أي ذلك قالت أسماء . فيقول : لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ) وهذا الجواب يصح أن يكون من المنافق أو من المرتاب ، يقول ما دخل الإيمان قلبه ، سمع الناس يقولون : الله ربنا ومحمّد رسولنا والإسلام ديننا فقاله ، لكن لم يصل الإيمان إلى قلبه نعوذ بالله (( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم )) .
المهم هذا حديث عظيم فيه فوائد كثيرة ، وإن رأيتم أن نندب أحدكم لجمع أطرافه وطرقه ثم نتكلم عليه بما شاء الله فهو طيب، فمن ينتدب ؟ نعم .
الطالب : ...
الشيخ : طيب إذن عليك، ما دام مجموعة عندك فهي عند غيرك غير مجموعة، اجمع الطرق واجعل العمدة، عمدتك في هذا أطول سياق في البخاري أو مسلم ، وبقية الروايات تلزقها بوسطهم ، مثل ما صنع بعض العلماء في حديث جابر في حجة الوداع . عرفت ؟.
الطالب : ...
الشيخ : في أقرب وقت ممكن .
السائل : اثنان وستون وأشهر ، يعني ثلاثة وستين .
الشيخ : نعم عمره ثلاث وستون يعني حوالي فوق اثنين وستين، قام في الناس يصلي صلاة طويلة طويلة طويلة حتى أن بعضهم عجر عن القيام وأصابه الغشي من طول القيام ، والنبي عليه الصلاة والسلام يصلي هذه الصلاة العظيمة التي هي آية في الشريعة لأنه لا يوجد لها نظير، لا يوجد لها نظير في الشريعة كما أن الكسوف لا يوجد له نظير في الأيام المعتادة ، فهي آية شرعية لآية كونية ، وهذه مناسبة عظيمة لو كنا نتعقل ونتفهم ، لماذا عدل الرسول عن الصلاة العادية إلى هذه ؟ .
لأجل أن نعرف أنها آية لآية .
فنقول صار يصلي في الناس، ( فجاءت أسماء فإذا الناس قيام يصلون وإذا هي قائمة تصلي يعني عائشة فقلت : ما للناس فأشارت بيدها نحو السماء ) والظاهر والله أعلم أن أسماء أتت بعد أن بدأ التجلي أو أنها أتت قبل أن ينتهي الكسوف الكلي ، لأنه إذا كسوفا كليا فلا بد أن يتبين ويظهر ، يعني تكون الأرض كأنك بالليل، أنا أدركت سنة من السنين عام 73 صار كسوف كلي، كلي مرة، وصارت النجوم ترى في النهار ، وصار ظلمة، الناس أوقدوا المصابيح في البيوت، لأنه صار ظلمة، فالله على كل شيء قدير .المهم الظاهر أنها إما قبل أن يتم الكسوف أو أنه بعد أن بدأ يتجلى.
( فأشارت بيدها نحو السماء وقالت : سبحان الله ) جمعت بين القول والفعل ، وسبحان الله كلمة لا تبطل الصلاة لأنها ذكر مشروع في الصلاة ليست كلام الآدميين.
( فقلت آية فأشارت أي نعم ) هذه إشارتان الأولى للسمع والثانية أي نعم، كيف تجرى أي نعم ؟ .
السائل : بهز الرأس.
الشيخ : بهز الرأس ، أي نعم، طيب ( فقمت ) يعني قامت تصلي ( حتى تجلاني الغشي ) تجلاني يعني صار مثل الجلال علي يعني تغشاها مرة ( وجعلت أصب فوق رأسي ماء ) مما حصل لها من الغشي .
( فلما انصرف رسول الله صلّى الله عليه وسلم حمد الله وأثنى عليه ثم قال : ما من ... ) الخ . لما انصرف خطب ، وكان يبدأ خطبه بالحمد والثناء، الحمد وصف المحمود بالكمال ، والثناء تكرار هذا الوصف، ومن فسر الحمد بالثناء ففي تفسيره تساهل لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( إن الله قال : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فإذا قال : الحمد لله رب العالمين قال : حمدني عبدي، وإذا قال : الرحمن الرحيم قال ) ماذا ؟ ( أثنى علي عبدي ) .
... ويدل أيضا أن الحمد غير الثناء قوله : ( حمد وأثنى ) والعطف يقتضي المغايرة .
ثم قال : ( ما من شيء كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار ) يعني ما من شيء لم أره مما أخبر الله عنه مما سيكون إلا رآه في مقامه هذا حتى الجنة والنار، رأى الجنة والنار رأي عين، ورأى في الجنة عنقودا فتقدم ليتناوله لكنه لم يفعل لم يتناوله قال : ( ولو تناولته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ) ولكن الله عز وجل لم يرد أن يتناول منه شيئا، ورأى النار وفيها من يعذب حتى إنه خاف أن يصيبه من لفحها فتأخر عليه الصلاة والسلام ، تقهقر .
رأى فيها عمرو بن لحي الخزاعي يجر قصبه في النار ، يعني أمعاءه لأنه هو أول من أدخل الشرك في العرب و السوائب .
ورأى فيها امرأة تعذب في هرة حبستها حتى ماتت لا هي أطعمتها ولا أرسلتها تأكل من خشاش الأرض .
ورأى فيها صاحب المحجل الذي يسرق الحجاج بمحجله ، رجل سروق لص يسرق الحاج بالمحجل ، إذا مر من عند الحجاج من عند أمتعتهم شبكها في المحجل إن تفطن له صاحب المتاع قال والله المحجل مسكها وإن لم يتفطن له مشى، حيلة لكنه يعذب في محجله في النار نسأل الله العافية، فرأى شيئا عجيبا يقول في رواية أحمد : ( لم أر منظرا أفظع منه ) لأنه رأى الجنة والنار والناس يعذبون فيها ، صعبة ، ولهذا تأثر النبي صلّى الله عليه وسلم تأثرا عظيما وقام وخطب خطبة عظيمة بليغة حتى قال : ( إنكم سترون أمورا تنكرونها وتقولون هل ذكر لنا رسول الله منها شيئا ) .
يقول : ( ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل أو قريبا من فتنة الدجال ) قريبا : فيها نسختان ، قريبا وقريب بدون تنوين ، ( من فتنة الدجال ، لا أدري أي ذلك قالت أسماء ) يعني هل قالت : مثل فتنة الدجال
أو قالت : قريبا منها .
فتنة الدجال مضرب المثل ، لأنه ما بعد خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة أشد من فتنة الدجال ، ومن أراد أن يتبين له ذلك فليقرأ الأحاديث الواردة في ذلك .
في القبور أيضا فتنة عظيمة الإنسان له إلا ساعات من أهله في الدنيا ، ينفرد بعمله ويأتيه ملكان لم يرهما من قبل ويجلسانه ويناقشانه ، هذه فتنة عظيمة نسأل الله لنا ولكم الثبات، فتنة عظيمة من أشد ما يكون من الفتن ، ويسألانه عن أمر مقره القلب وليس الجوارح اللي يستطيع الإنسان أن يصلح العمل الظاهر أمام الناس ، لكنه يسأل عن أمر باطن محله القلب : من ربك وما دينك ومن نبيك . غير المؤمن وإن كان قد حفظها عن ظهر قلب لا يوفق للإجابة ، والمؤمن يوفق للإجابة يقول : ربي الله ونبيي محمّد وديني الإسلام ، اللهم اجعلنا ممن يجيب بهذا الجواب، هذا هو الجواب السديد الذي به ينجو المرء .
ويقول في الحديث : ( ما علمك بهذا الرجل ؟ ) يعني محمّدا صلّى الله عليه وسلم ( فأما المؤمن أو الموقن لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول : هو محمّد رسول الله ) صلوات الله وسلامه عليه ( جاءنا بالبينات والهدى )، بالبينات : بالآيات البينات الدالة على صدقه وأنه رسول الله حقا، والهدى العلم ، وكنا جاهلية فمن الله علينا بهذا الدين ، فكنا علماء وكنا قادة العالم في العلم والسياسة وسائر الأمور حتى تخلفنا بسبب عدم التمسك بهذا الدين ، وصرنا الآن أمة مؤخرة ، لسنا ولا في الوسط ، مؤخرة لأننا تأخرنا عن التمسك بديننا نسأل الله أن يثبتنا عليه.
يقول : ( فأجبنا ) أجبنا دعاءه ( وآمنا ) صدقنا بأخباره ( واتبعنا ) اتبعنا آثاره صلى الله عليه وسلّم ( فيقال نم صالحا ) نم صالحا وهذه النومة ما أسرعها ثم تقوم الساعة ، لأن الإنسان في النوم وفي الموت أيضا يمضي عليه الزمن بسرعة، بسرعة هائلة، أصحاب الكهف بقوا في كهفهم ثلاثمئة سنين وازدادوا تسعا ، ولما صحوا (( قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم ))، والذي أماته الله مئة عام قال له : كم لبث ؟ (( قال لبثت يوما أو بعض يوم ))، فكيف إذا نام في القبر وقد فتح له باب إلى الجنة يأتيه من روحها ونعيمها ، سوف تمضي عليه الدهور والأزمان وملايين السنين وكأنها لحظات .
( نم صالحا فقد علمنا إن كنت لمؤمنا ) إن هذه للتوكيد مخففة من الثقيلة بدليل أنه أتى بعدها باللام ( إن كنت لمؤمنا ) .
(وأما المنافق ) الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر ( أو المرتاب ) الشاك نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الشك والنفاق ( لا أدري أي ذلك قالت أسماء . فيقول : لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ) وهذا الجواب يصح أن يكون من المنافق أو من المرتاب ، يقول ما دخل الإيمان قلبه ، سمع الناس يقولون : الله ربنا ومحمّد رسولنا والإسلام ديننا فقاله ، لكن لم يصل الإيمان إلى قلبه نعوذ بالله (( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم )) .
المهم هذا حديث عظيم فيه فوائد كثيرة ، وإن رأيتم أن نندب أحدكم لجمع أطرافه وطرقه ثم نتكلم عليه بما شاء الله فهو طيب، فمن ينتدب ؟ نعم .
الطالب : ...
الشيخ : طيب إذن عليك، ما دام مجموعة عندك فهي عند غيرك غير مجموعة، اجمع الطرق واجعل العمدة، عمدتك في هذا أطول سياق في البخاري أو مسلم ، وبقية الروايات تلزقها بوسطهم ، مثل ما صنع بعض العلماء في حديث جابر في حجة الوداع . عرفت ؟.
الطالب : ...
الشيخ : في أقرب وقت ممكن .