باب : من لم يتوضأ من لحم الشاة والسويق ، وأكل أبوبكر وعمر وعثمان ، رضي الله عنهم ، فلم يتوضؤوا . حفظ
القارئ : بسم الله الرّحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين
قال البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الوضوء :
" باب من لم يتوضأ من لحم الشاة والسويق ". " وأكل أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فلم يتوضؤوا ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرّحيم، هذه الترجمة تدل على عمق نظر البخاري رحمه الله قال : " باب من لم يتوضأ من لحم الشاة ". يشير إلى الوضوء من لحم الإبل ولم يسقه لأنه ليس على شرطه ، فهو في صحيح مسلم : ( أن النبي صلّى الله عليه وسلم أمرنا بالوضوء من لحم الإبل ) قال الإمام أحمد رحمه الله : " فيه حديثان صحيحان عن النبي صلّى الله عليه وسلم حديث البراء وحديث جابر بن سمرة ".
فلحم الإبل ناقض للوضوء نيئة ومطبوخة ، قليلة وكثيرة ، شحمة ولحمه ، كله ناقض الكبد والأمعاء والكرش والقلب والرأس كل ما في جوف البعير ، كل ما كان داخل جلد البعير فإنه ينقض الوضوء ولا فرق ، لأن النبي صلّى الله عليه وسلم أطلق توضؤوا من لحوم الإبل وهو يعلم أن الناس سيأكلون كل البعير ، يأكلون الهبر ويأكلون الشحم ويأكلون الأمعاء ويأكلون الكرش كلها تؤكل ، وربما لو وازنت بين الهبر وبين غيره لوجدت أن غيره أكثر ، وعلى هذا فيجب الوضوء من لحم الإبل ولا يجب الوضوء من لحم الشاة ، وكذلك البقر وبقية الحيوانات.
طيب : فإن أكل الإنسان لحم خنزير هل يجب عليه الوضوء ؟ .
السائل : لا ، محرم .
الشيخ : لا ، للحاجة أو الضرورة، إنسان مضطر وأكل، لا ينتقض وضوءه وإن كان أخبث ، لأن في لحم الإبل عله لا توجد في غيره من اللحوم وهي العصبية ، ولهذا تجد أصحاب الإبل أشد الناس طباعا وأغلظهم واللحم كذلك ، فإذا توضأ الإنسان خفف من حدة هذا اللحم ومن تأثيره على البدن.
طيب وقوله : " والسويق " ، إنسان يقول ما هو الجامع بين لحم الشاة والسويق ؟ .
السويق تعرفون أنه الحب المحموس ثم يطحن ويؤكل ، يثرى بدهن أوغيره ويؤكل ، ويشير رحمه الله إلى الوضوء مما مست النار ، هل يجب الوضوء مما مست النار أو لا ؟ .
وقد ورد به الأمر عن النبي صلّى الله عليه وسلم أنه قال : ( توضؤوا مما مست النار ) لكن : ( كان آخر الأمرين من رسول الله صلّى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار ) مثل الخبز والمطبوخ وغيرها .
والصواب أن الوضوء مما مست النار ليس بالواجب ، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان آخر أمره أنه لا يتوضأ منه .
ثم ذكر ثلاثة من الخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان أكلوا من لحم الشاة ومن السويق ولم يتوضؤوا ، وسيأتي أن النبي صلّى الله عليه وسلم نفسه أكل من لحم الشاة ولم يتوضأ .